ام الله- زمن FM-
يصادف اليوم 2 من نيسان لعام 2023 اليوم العالمي للتوعية بالتوحد، والتوحد هو حالة عصبية مدى الحياة تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ويشير مصطلح التوحد إلى مجموعة من الخصائص. وإن من شأن تقديم الدعم المناسب لهذا الاختلاف العصبي والتكيف معه وقبوله أن يتيح للمصابين بهذا المرض التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.
ويتميز التوحد بشكل رئيسي بتفاعلاته الاجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة صعوبات في مجال الاتصالات التقليدية، واتباع طرق معينة لمعالجة المعلومات الحسية.ويعتبر معدل التوحد في جميع مناطق العالم مرتفعا ويترتب على عدم فهمه تأثير هائل على الأفراد والأسر ومجتمعاتهم المحلية.
قال الأخصائي النفسي خضر رصرص، في حديثه لنساء إف إم بإن طيف التوحد هو اضطراب في النموّ يؤدي إلى صعوبات في التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي لدى الفرد، ويُشار لاضطراب التوحد بمصطلح "الطيف" لوجود اختلاف واسع النطاق في أنواعه وشدّته، وُيوصف بأنه عجز أو اضطراب في النمو لأنّ أعراضه تظهر بشكل عام في أول عامين من عُمر المصاب، وهذا لا يعني بالضرورة تشخيصه في ذلك العمر؛ إذ يمكن أن يُشخّص الفرد بالإصابة بالتوحد في أي سن، ومع أنّه اضطراب مزمن إلا أنّ العلاجات قد تحسن من حالة المصاب وقدرته على التفاعل.
وأشار رصرص إلى أن هناك مجموعة من الأسباب تسبب مرض التوحد منها: اضطراب أو اعتلال بعض الجينات؛ ومنها ما يكون موروثًا من الآباء، ومنها ما يظهر بشكل تلقائي خلال حياة الفرد، أو بسبب تعرض الأم الحامل للأدوية والمواد الكيمائية مثل الأدوية المضادة، أو من خلال معاناة الحامل من تغيرات أو اضطرابات في عمليات الأيض كالسمنة أو السكري، وقال بأن جاري العمل على بحث للتأكد ما إذا كان تقدم عمر الأبوين عند إنجاب الطفال أم لا.
وبالنسبة للأعراض فقد قال رصرص إن هناك مجموعة من الأعراض التي قد تظهر على الطفل تشير الى احتمالية الاصابة بطيف التوحد كصعوبة في التفاعل والتواصل مع الآخرين، صعوبة في فهم كيف يشعر أو يفكر الآخرون، القلق والانزعاج من الأحداث الاجتماعية والمواقف غير المألوفة، استغراق وقت أكثر من المعدل المعتاد لفهم المعلومات، الاستياء من الأضواء الساطعة والضوضاء والشعور بأنها مرهقة وغير مريحة، تأخر الكلام، أو فقدان القدرة على ذلك بعد أن كان قادرًا عليه، وغيرها.
وفيما يتعلق بطرق العلاج قال رصرص حتى الآن لا يوجد علاج موحد لاضطراب التوحد، ولكن توجد العديد من الطرق لزيادة قدرة الطفل على النمو واكتساب مهارات جديدة حيث تشمل العلاجات، كتصحيح السلوك والتواصل، والتدريب على المهارات، وتعلم تكوين الصداقات، وتقبل الآخرين، إضافة للأدوية المستخدمة للسيطرة على الأعراض، كعلاج النطق حيث يعد من أهم أشكال العلاج لأنه يمكّن الطفل من التعبير بشكل أفضل عن احتياجاته ورغباته، وذلك بالاستعانة بأخصاني أمراض النطق واللغة، العلاجات الدوائية: يمكن أن تساعد في تحسين بعض الأعراض السلوكية، كالعدوانية والسلوك الذي يُلحق الأذى بالنفس، العلاج الطبيعي: يُستخدم العلاج الطبيعي لتحسين المهارات الحركية، خاصة تلك التي تركّز على قدرة الطفل على الشعور والوعي الكامل بتحركات جسده. التحليل السلوكي التطبيقي: حيث يهدف إلى تغيير السلوك بشكل منهجي اعتمادًا على مبادئ التعلم المستمدة من علم النفس السلوكي، وغيرها.