تُحذر العودة من الآثار الصحية لأوضاع النساء المتردية في الأرض الفلسطينية.

غزة - زمن FM 

تُهنىء جمعية العودة الصحية والمجتمعية النساء في كل مكان، والمرأة الفلسطينية على وجه الخصوص بحلول الثامن من آذار الذي يحتفل فيه العالم بيوم المرأة العالمي، تأكيدًا على دورها في المجتمع وأهمية حصولها على كافة حقوقها والتمتع بها.

وتُثمن جمعية العودة دور المرأة الفلسطينية في كافة الميادين، في ظل الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وما يفرزه يوميًا من أزمات على كافة الصعد الإنسانية بما فيها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية.

ويحل هذا اليوم في فلسطين، عقب أيام من إعلان البنك الدولي، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، نتائج مسح الظروف النفسية في فلسطين للعام 2022، التي أظهرت أن أكثر من نصف المجتمع الفلسطيني مصاب بالاكتئاب، حيث بلغت نسبة المصابين/ات بالاكتئاب في قطاع غزة 71%، وبلغت في الضفة الغربية 50%، علمًا أن النساء يمثلن 49% من مجموع السكان المقدر منتصف العام 2022.

وتلعب الظروف الأمنية والاقتصادية المتردية دورًا في ذلك، لا سيما أن الحصار الإسرائيلي مفروض على قطاع غزة منذ 16 عامًا، وأن الاقتحامات والاعتداءات والهدم للمنازل وقرارات تعزيز الاستيطان في الضفة لا تتوقف، بالتزامن مع خطاب قادة الاحتلال العنصري الذي يدعو للعدوان على قطاع غزة ومحو قرى فلسطينية بأكملها، والاعتداء بلا رادع على ممتلكات المواطنين/ات.

ومن جملة استهدافات الاحتلال المتواصلة للحقوق الفلسطينية: لم تسلم 29 أسيرة فلسطينية من الاعتداءات عليهن، إذ وسَّعت سلطات الاحتلال خلال العام عقوباتها ضد الأسرى والأسيرات في مسعى لوقف خطوات "عصيانهم" رفضًا لإجراءات فرضت عليهم/ن تمس بحقوقهم/ن المكفولة بموجب القانون الدولي الإنساني وفي مقدمتها الحقوق الصحية.

وتدفع النساء ثمن ارتفاع نسبة البطالة إلى 24% في فلسطين عمومًا وفق نتائج الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2022، ونسبة انعدام الأمن الغذائي إلى 53% في قطاع غزة مقابل 23% في الضفة، ونسبة الفقر بين السكان، والذي وصل إلى 36% تحت خط الفقر، وفق تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في سبتمبر 2022.

هذا ناهيك عن الفارق بين نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة (18.6%)، ونسبة مشاركة الذكور (70.7%) وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2022 ما يعني أن النساء ما زلن يعانين من التمييز داخل المجتمع، وهذا يجعل صمودهن أمام تعقيدات الأوضاع في ظل الاحتلال أكثر صعوبة، خاصةً في ظل ارتفاع معدلات العنف الممارس ضدهن، وعلى وجه الخصوص النفسي منه.

تُطالب جمعية العودة ببذل أعلى مستوى من الجهود محليًا وعربيًا ودوليًا من أجل التخفيف من معاناة النساء الفلسطينيات تحت الاحتلال، وحمايتهن، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني والاقتصادي.

وتُحذر العودة من الآثار الصحية المترتبة على الأوضاع النفسية والاقتصادية المتردية للنساء في الأرض الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته بموجب القانون الدولي، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه التي يرتكبها بشكل يومي بحق المجتمع الفلسطيني.

وتؤكد العودة على أهمية توفير الحماية القانونية للنساء، والوفاء بكافة الالتزامات الواردة في الاتفاقيات التي وقَّعت عليها دولة فلسطين بما يضمن تمتعهن بالمساواة وكافة حقوقهن المشروعة.