غزة- زمن FM- في قطاع غزة ، حيث الظلام بات رفيقاً دائماً ، لا تعني الكهرباء مجرد رفاهية ، بل هي شريان الحياة ، ومع استمرار الحصار والانقطاع الكامل للكهرباء ، بات شحن الهاتف المحمول مهمة يومية محفوفة بالتحديات ، لكنها ضرورية للبقاء على اتصال مع العالم الخارجي ، ومع الأحبة الذين فرّقتهم الحرب.
بطاريات سيارات وألواح شمسية متهالكة
في مشهدٍ يعكس حجم المعاناة ، يلجأ الأهالي إلى وسائل بدائية لشحن هواتفهم من بطاريات سيارات قديمة بالكاد تحتفظ بالطاقة ، تُستخدم لتشغيل أجهزة بسيطة ، ومن ألواح شمسية مكسورة أو متضررة ، لا قدر ضئيل من الكهرباء ، لكنها تبقى الخيار الوحيد.
الأجهزة تنهار من اضطراب الطاقة
ما يزيد من المعاناة أن الأجهزة الإلكترونية ، خصوصاً الهواتف المحمولة ، لا تتحمل هذا النوع من الشحن غير المستقر ، الطاقة المتذبذبة ، الناتجة عن بطاريات شبه فارغة أو ألواح شمسية غير منتظمة ، تؤدي إلى ارتفاع حرارة الأجهزة أثناء الشحن، تلف البطاريات الداخلية للهزاتف ، توقف مفاجيء لبعض الأجهزة عن العمل ، بالإضافة إلى فقدان بعض البيانات أو تعطل التطبيقات بسبب انقطاع الطاقة أثناء الاستخدام.
تقول إحدى السيدات العاملة في المجال الإعلامي : "شحن هاتفي صار مخاطرة ، في بعض الأحيان الجهاز يتعطل من كثر ما بنوصله على بطارية السيارة أو البطارية المتصلة باللوح الشمسي إلى مش ثابتة"
مبادرات فردية وسط العتمة
في وسط قطاع غزة ، أطلق شباب مبادرة انسانية لمدة أسبوعين لشحن الهواتف مجاناً باستخدام الخلايا الشمسية ، يستفيد منها عشرات العائلات .
وكذلك في النقاط الطبية والمستشفيات يُسمح للنازحين في المناطق القريبة بشحن هواتفهم عبر مقابس كهرباء تعمل على الطاقة الشمسية أو مولدات عند توفير الوقود.
لكن هذه المبادرات تبقى محدودة ، ولا تعطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات ، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان تحت وطأة الحصار والعتمة.
المصدر نساء FM
