أصوات العائلات الفلسطينية: كيف تؤثر البيئة السياسية والاجتماعية على نمو الأطفال والمراهقين؟

زمن FM:  كتبت الطالبة ميرا حكروش :  في دراسة ميدانية نوعية، تم إجراء مقابلات معمقة مع خمس عائلات فلسطينية من مناطق مختلفة في الضفة الغربية والداخل، بهدف فهم التحديات التي تواجه الأطفال والمراهقين الفلسطينيين في مراحل نموهم. اظهرت النتائج أن التطور النفسي، الاجتماعي، والمعرفي لهؤلاء الأطفال يتأثر بالواقع السياسي المضطرب، وغياب الشعور بالأمان، والقيود المفروضة على حرية الحركة وحرية التعليم.

أبرز نتائج المقابلات:
اشار معظم الأهالي ان أطفالهم يواجهون صعوبة في التركيز نتيجة التوتر والخوف من الأحداث الأمنية، إضافة لتأثير الأخبار والإنترنت على قدراتهم المعرفية.
كما ان اشار الأهالي عن تجارب صادمة عاشها أطفالهم، مثل المداهمات الليلية أو سماع صافرات الإنذار وسقوط الصواريخ، والتي خلفت اثرًا نفسيًا مثل الأرق، العصبية، والعزلة.
عبّر المراهقون انهم يشعرون بحيرة كبيرة فيما يخص هويتهم في الداخل الفلسطيني، حيث يعيشون بين الانتماء القومي الفلسطيني والهوية المدنية الإسرائيلية المفروضة عليهم.
ايضًا أبدى الآباء والأمهات مشاعر عجز وخوف دائم على أبنائهم، مما يدفعهم إلى تقييد حريتهم، في محاولة لحمايتهم من الاخطار التي لا يمكن السيطرة عليها.

وبالرغم من كل التحديات، فإن جميع العائلات أكدت على أهمية غرس القيم مثل الصبر، الإيمان، والتمسك بالهوية الفلسطينية في نفوس أبنائهم. فالرسالة التي تتكرر على لسان الأمهات والآباء هي ان أبناؤنا ليسوا ضحايا، بل لهم مستقبل واعد رغم كل ما يحدث من حولهم.
توصيات باعقاب الدراسة:
من أكثر الامور الضرورية هي توفير مساحات آمنة للتعبير العاطفي للأطفال، خاصة الذكور الذين يمنعهن المجتمع من إظهار مشاعرهم. كما انه من المهم تدريب الكوادر التعليمية على التعامل مع الأطفال المتأثرين بالصدمات النفسية، وتبني أساليب تعليم مرنة أكثر لتأخذ بعين الاعتبار الظروف النفسية الموجودة. بالاضافة الى إتاحة خدمات الصحة النفسية ودعم الأسر نفسيًا وتوجيههم تربويًا من خلال السلطات المحلي ة والمدارس.

هذه المقابلات ليست مجرد شهادات فردية، بل انها انعكاس واضح لواقع جماعي يعيشه الاطفال الفلسطينيين يوميًا.لذا فهذه دعوة عاجلة لكل من يهتم بامر الطفولة والعدالة الاجتماعية، أن يضع احتياجات هؤلاء الأطفال على الطاولة في صلب النقاشات التربوية والسياسية.