بيسان عودة: صوت غزة الصامد يُرشح لجائزة "إيمي"

غزة - زمن FM

تتنافس الصحفية الغزاوية بيسان عودة على جائزة إيمي عن سلسلتها الوثائقية المبتكرة "أنا بيسان من غزة، وما زلت على قيد الحياة"، التي أصبحت مرآة تعكس المعاناة اليومية لسكان غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي الوحشي منذ السابع من أكتوبر على القطاع.

بيسان عودة تمثل جيلًا جديدًا من الصحفيين/ات الفلسطينيين/ات الذين يستخدمون وسائل الإعلام الحديثة لعرض قضاياهم ومقاومة الاحتلال بطريقة إبداعية وفعالة، وهي مستمرة في السعي لإيصال صوت غزة إلى جميع أنحاء العالم، متحديةً بذلك القيود والمخاطر التي تواجهها في ميدان عملها.

بيسان، في العشرينيات من عمرها، تحولت إلى واحدة من أبرز الأصوات الإعلامية في غزة، حيث وثقت بكاميرتها الدمار والمآسي التي حلت بالقطاع. استمرت في عملها رغم أن الأمم المتحدة وصفت الصراع بأنه الأخطر على الصحفيين في التاريخ الحديث، حيث فقد أكثر من 160 إعلاميًا حياتهم خلال العدوان المستمر على القطاع.

أعمال بيسان حازت على إعجاب عالمي، وسلسلتها التي بُثت بالتعاون مع AJ+ جذبت أكثر من 40 مليون مشاهدة على منصات التواصل الاجتماعي. ترشيحها لجائزة إيمي ضمن فئة أفضل قصة إخبارية قصيرة يعد إنجازًا يعكس مدى تأثيرها في إيصال صوت غزة إلى العالم.

علاوة على ذلك، حصلت بيسان على جائزة بيبودي المرموقة في مايو الماضي، لتصبح واحدة من أصغر الفائزين بهذه الجائزة، وذلك تقديرًا لجهودها في نقل الحقيقة من قلب غزة. هذه الجوائز تبرز بيسان كواحدة من ألمع الصحفيين الذين يسعون لكشف الواقع الأليم لشعبها، متحديةً بذلك الصعاب والقيود المفروضة على الإعلام الفلسطيني.

وبيسان باتت ليست مجرد صحفية؛ بل هي سفيرة للقصص الإنسانية من غزة، تسعى من خلال عملها إلى إظهار القوة والعزم الذي يتحلى به الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات المستمرة.

الصحفية الشجاعة:

بيسان، التي لم تتجاوز العشرينيات من عمرها، استطاعت أن تحول قصتها الشخصية إلى صوت عالمي يعبر عن محنة أهل غزة، مستخدمة عدستها لتوثيق الدمار والمعاناة التي يعيشها السكان تحت وطأة القصف والهجمات. بدأت مسيرتها الإعلامية من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث لفتت الأنظار بقدرتها على نقل الواقع بقالب إنساني مؤثر، مما جعلها واحدة من أبرز الأصوات الصحفية في القطاع.

عمل وثائقي من قلب الحدث:

سلسلتها "أنا بيسان من غزة" ليست مجرد مجموعة من مقاطع الفيديو، بل هي شهادة حية على ما يجري في غزة، تُظهر الحياة اليومية لسكان القطاع في ظل الظروف القاسية. السلسلة وثقت الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، والألم الذي يعاني منه الناس، لكنها أيضًا قدمت لمحات من الأمل والصمود الذي يبديه الفلسطينيون في مواجهة هذا العدوان المستمر.

ترشيح لجائزة إيمي:

تم ترشيح بيسان ضمن فئة "أفضل قصة إخبارية قصيرة" في جوائز إيمي لعام 2024، وهي من أرفع الجوائز في عالم الإعلام التلفزيوني. يُعَد هذا الترشيح اعترافًا عالميًا بعملها، واعترافًا بمساهمتها الكبيرة في توثيق واحدة من أخطر الصراعات في التاريخ الحديث، لا سيما بعد أن وصفت الأمم المتحدة ومنظمات دولية الصراع في غزة بأنه الأخطر على الصحفيين.

جوائز وإشادات أخرى:

لم يكن ترشيحها لجائزة إيمي هو التكريم الوحيد هذا العام؛ فقد حصلت بيسان على جائزة بيبودي المرموقة في مايو 2024، لتكون واحدة من أصغر الفائزين بهذه الجائزة في تاريخها. هذه الجائزة تأتي تقديرًا لتقاريرها التي وثقت التأثير المدمر للحرب على غزة، وقد تم الإعلان عن الفائزين في حفل خاص أقيم في نيويورك.

الرسالة الأعمق:

بيسان عودة ليست مجرد صحفية تنقل الأخبار؛ بل هي سفيرة للقصص الإنسانية، تُظهر من خلال أعمالها معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، لكنها أيضًا تُبرز قدرتهم على التمسك بالأمل والتطلع إلى مستقبل أفضل. دورها لا يقتصر على التوثيق، بل يتعداه ليكون دعوة للعالم للاهتمام بما يجري في غزة وفهم الجرائم والإبادة التي يواجهها سكانها جراء العدوان الإسرائيلي.