عمان- زمن FM- شهدت العاصمة الأردنية عمّان انعقاد مؤتمر شبكة أريج الثامن عشر، في واحد من أكبر التجمعات الصحفية العربية خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوز عدد الحضور الوجاهي ٩٠٠ صحفي وصحفية، إلى جانب ما يقارب ١٤٠٠ مشارك عبر المنصات الرقمية، ما يعكس حجم الاهتمام والرغبة في تطوير أدوات الصحافة الاستقصائية العربية في لحظة حرجة سياسيًا ومهنيًا. وعلى مدى ثلاثة أيام، أقيمت خمس وسبعون فعالية شملت ندوات وورش تدريب ومحاضرات وجلسات نقاش جانبية، شكلت مساحة للتبادل المعرفي، وتطوير المهارات، وبناء شبكات تعاون بين صحفيين من مختلف دول الوطن العربي.

وعبرت المدير العام لأريج روان الضامن، لإذاعة نساء إف إم، عن فخرها بتطور هذا المؤتمر الذي بدأ معها منذ عام ٢٠٢٠ في فترة الجائحة حين كان كل شيء رقميًا بالكامل. وقالت إن النسخة الثامنة عشرة هي الأكبر من حيث الحضور والفعاليات الوجاهية، ما يشير إلى تعطش العاملين في الإعلام للتعلم المستمر واكتساب أدوات جديدة في مجال الاستقصاء. وأضافت أن فكرة المؤتمر هذا العام تركز على التحدي وكيفية الاستمرار رغم الضغوط الكبيرة التي يواجهها الصحفي العربي، موضحة أن الرغبة في التعلم والابتكار كانت واضحة لدى المشاركين الذين توافدوا من دول مختلفة لخلق مساحة مشتركة للتجربة والتطوير.

الموضوعات التي طُرحت خلال الجلسات لم تكن تقنية بحتة، بل اتجهت نحو جوهر الصراعات الجارية في المنطقة وانعكاسها على الإعلام، حيث تصدرت الحرب في سوريا والنقاش حول مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد قائمة الجلسات، إلى جانب التوقف مطولًا عند الإبادة الجارية في غزة واستهداف الصحفيين الفلسطينيين بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الضامن أن وجود حضور دولي وأجنبي داخل المؤتمر يجعل من المهم أن يصل الصوت الفلسطيني والسردية العربية كما هي، بالأدلة والوقائع، حتى لا تظل صورة الحرب مرسومة من زاوية واحدة. كما تطرقت النقاشات إلى التجارب الصحفية في العراق ومصر والسودان واليمن، إضافة إلى ما يجري على الحدود الجنوبية في لبنان وما يحمله من متغيرات إعلامية لا ينبغي تجاهلها.