غزة- زمن FM- قالت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" إن انطلاق حملة "16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة" هذا العام يتزامن مع تعرّض نساء قطاع غزة لمستويات غير مسبوقة من العنف، في ظل حرب الإبادة التي حوّلت حياتهن إلى صراع يومي من أجل البقاء.
وأكدت "شاهد"، في بيان " الأربعاء، أن "ما تواجهه النساء الغزّيات يتجاوز إطار العنف القائم على النوع الاجتماعي، ليصل إلى مستوى الخطر الوجودي الذي يهدد الحياة والكرامة والحق في البقاء".
وأوضحت أن "النساء كنّ من أبرز ضحايا الحرب، إذ استُهدفن بشكل مباشر بالقصف والقتل الجماعي والتجويع وحرمانهن من العلاج والغذاء".
ووفق المؤسسة، فقد استُشهدت أكثر من 10,621 امرأة خلال العامين الماضيين، في مؤشر يعكس حجم العنف الممنهج الموجّه ضد المرأة في غزة.
ومع تفاقم سياسة التجويع الإسرائيلية، اضطرت نساء كثيرات إلى المخاطرة بحياتهن للوصول إلى مراكز المساعدات، وقد قُتلت 38 امرأة أثناء محاولتهن تأمين الغذاء لعائلاتهن، في دلالة واضحة على غياب الحماية حتى في أبسط الظروف الإنسانية.
وأضافت المؤسسة أن "الإفادات الحقوقية الموثقة تكشف عن انتهاكات جنسية خطيرة في السجون الإسرائيلية، شملت الاغتصاب والتحرش والتفتيش العاري والتهديد بالاعتداء الجنسي".
وأكدت أن "شهادات مباشرة نُشرت حول حالات اغتصاب متكرر وتعذيب نفسي وجسدي ممنهج خلّفت آثاراً عميقة على صحة النساء الجسدية والنفسية وحياتهن الاجتماعية".
ورغم إعلان وقف إطلاق نار هش، شددت "شاهد" على أن نساء غزة ما زلن محرومات من الشعور بالأمان، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، وفقدان الأحبة، وتواصل النزوح، وغياب الخصوصية، وتدهور الأوضاع داخل الخيام، وانعدام الاحتياجات الأساسية.
وأشار البيان إلى أن آلاف النساء أصبحن المعيل الوحيد لأسرهن، يتحملن مسؤوليات تفوق قدرتهن، في ظل غياب أي حماية مؤسسية أو دعم فعّال.
كما بيّنت المؤسسة أن النساء المصابات بالسرطان أو اللواتي تعرّضن للبتر والتشوهات يواجهن صعوبات هائلة في الحصول على رعاية صحية متخصصة، نتيجة انهيار النظام الصحي ومنع خروجهن للعلاج، ما يزيد من تفاقم معاناتهن في ظل غياب خطط واضحة لإعادة الإعمار أو توفير حلول مستدامة لدعمهن وتمكينهن.
وفي ختام تقريرها، أكدت "شاهد" أن ما تتعرض له نساء غزة يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، داعيةً إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن جريمة الإبادة الجماعية وتنفيذ مذكرات التوقيف الدولية الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، بما يضع حداً لسياسة الإفلات من العقاب.
وشدّدت على ضرورة توفير حماية دولية عاجلة للنساء والفتيات، تضمن وصول الغذاء والدواء والمأوى والخدمات الأساسية دون عوائق، والعمل على إطلاق خطة دعم طويلة الأمد تُعنى بحماية النساء، وإعادة بناء الخدمات الأساسية، وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً، إضافة إلى توفير برامج دعم نفسي شامل تساعدهن على مواجهة آثار الحرب العميقة.
وارتكبت "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 240 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.
