غزة - زمن FM- تبرز النساء والفتيات كفئات مهمشة في العمل المناخي، على الرغم من أنهن الأكثر تضررًا من آثار التغيرات المناخية، لكن مع زيادة الضغط، ودعم العدالة المناخية خلال السنوات الأخيرة خاصة، حظيت النساء بتمثيل واضح في مفاوضات المناخ، وبرزت قضية المساواة بين الجنسين؛ خاصة وأنّ النساء في الخطوط الأمامية في مواجهة آثار التغيرات المناخية، لذلك؛ فهن الأكثر قدرة على قيادة الحلول التي تناسبهن للتكيف مع التغيرات المناخية.
وفي أثناء انعقاد "مؤتمر الأطراف المعني بالتغيرات المناخية في دورته الثلاثين" (COP30) في بيليم بالبرازيل، أجرت "العين الإخبارية" حوارًا حصريًا مع الدكتورة "حنان كسكاس"، مسؤولة الحملات السياسية في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول أهمية تعزيز التمثيل النسائي في مفاوضات المناخ، ودعم المساواة بين الجنسين.
1- إلى أي مدى تُراعي المفاوضات المناخية التفاوت بين الجنسين؟
على مدار عقود، تجاهل صنّاع القرار التحذيرات المتكررة حول التفاوت بين الجنسين في تحمّل الأعباء الناتجة عن التغير المناخي، ممّا زاد من التحديات التي تواجهها النساء وجعل من الضروري العمل لتحقيق العدالة الشاملة. حاليا تزايد التركيز على الجندرية في كواليس مفاوضات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (UNFCCC) خلال COP30 ليس تفصيلًا شكليًا، بل هو اعتراف صريح بأن تغيّر المناخ ليس أزمة بيئية فحسب، بل أزمة عدالة أيضًا.
2- ما هي الفئات الأكثر تضررًا؟
النساء والفتيات، خصوصًا في الدول النامية والمجتمعات المتأثرة بالنزاعات، يتحمّلن عبئًا غير متناسب من آثار تغيّر المناخ -من فقدان سبل العيش إلى النزوح والحرمان من الموارد الأساسية.
3- كيف يمكن دعم النساء في مسارات التفاوض؟
إدراج الجندرية وتمثيل النساء في مسار المفاوضات هو خطوة لتصحيح هذا الخلل البنيوي، ولضمان أن السياسات المستقبلية تعكس واقع من هم في الخطوط الأمامية للأزمة. عندما تكون النساء موجودات على طاولة التفاوض، وعندما تشمل المفاوضات المساحة اللازمة لنقاش هذا الموضوع، تُصبح النقاشات أكثر شمولاً وإستدامة، وتظهر أولويات مختلفة تتعلق بالحماية، والتمويل العادل، وبناء القدرة على التكيف على مستوى المجتمعات المحلية.
4- كيف يضمن هذا وجود تأثير مباشر على خط سير المفاوضات؟
أما على مستوى التأثير المباشر في خطّ سير المفاوضات، فإن هذا التوجّه يمثّل تحولاً جوهريًا نحو ترسيخ مبدأ دمج منظور النوع الاجتماعي في جميع أطر العمل المناخي، وهو المبدأ الذي نعتبره في غرينبيس امتدادًا لقيم الشمول والإنصاف والعدالة. فالمشاركة الفاعلة للنساء في فرق التفاوض لا تُحدث فقط توازنًا تمثيليًا، بل تُعيد توجيه النقاشات نحو احتياجات المجتمعات الأكثر هشاشة، وتدفع نحو سياسات وتمويلات أكثر واقعية واستدامة. عندما تكون النساء على الطاولة، تظهر رؤى جديدة تتعلق بالقدرة على التكيّف، وإدارة الموارد، والحلول المجتمعية التي أثبتت فعاليتها على الأرض.
5- ما رسالتكم في COP30 لدعم تعزيز تمثيل النساء في العمل المناخي؟
تؤكد غرينبيس أن تعزيز التمثيل الجندري ليس مطلبًا حقوقيًا فحسب، بل ضرورة سياسية لضمان أن مخرجات COP30 تستجيب للتحديات الحقيقية؛ فالنساء يمتلكن قدرة استثنائية على قيادة الحلول. لذا ندعو إلى التزام واضح بتحقيق التكافؤ الجندري في المفاوضات الدولية، وإلى دمج منظور النوع الاجتماعي في جميع مراحل العمل المناخي من السياسات إلى التنفيذ، إضافة إلى تخصيص تمويل مباشر للمبادرات المحلية التي تقودها النساء، كونها غالبًا الأكثر قدرة على إنتاج حلول عملية ومستدامة. باختصار، لا عدالة مناخية من دون عدالة جندرية، ولا اتفاقات فعّالة من دون أن تكون النساء جزءًا أصيلاً من صناعة القرار.
