زمن: حذّر استشاري طب الأسرة الدكتور بسّام أبو ناصر من كارثة صحية غير مسبوقة تضرب قطاع غزة، بعد انهيار منظومة الوقاية والتعقيم خلال الحرب، مؤكّدًا أنّ انتشار التهابات الكبد الوبائي وصل إلى مستويات "تفوق قدرة أي نظام صحي على الاحتمال".
وقال أبو ناصر إن الوضع الصحي قبل الحرب كان مستقرًا وتحت السيطرة، موضحًا: "قبل الحرب كنا نتابع نحو 700 حالة إصابة بالكبد الوبائي، جميعها كانت مستقرة وتخضع لإجراءات وقاية دقيقة".
ولفت إلى أن الوضع تغير بعد الحرب حيث شهد القطاع نهيارًا كاملًا لشروط الحماية، في ظل البطالة المرتفعة، وتدهور النظافة العامة، وغياب التخزين السليم للمواد الغذائية، فضلًا عن استخدام الأدوات الشخصية بشكل مشترك بين النازحين داخل المخيمات المكتظة، ما خلق بيئة خصبة لانتشار الفيروسات.
ويشير أبو ناصر إلى أن القطاع يواجه اليوم أخطر موجة تفشٍّ للكبد الوبائي، قائلاً: "نحن نتحدث عن عشرات الآلاف من الإصابات. الأرقام الرسمية تشير إلى 70 ألف حالة وربما أكثر. هذا انتشار غير مسبوق ولا يمكن لأي مجتمع تحمّله".
ويُرجع الارتفاع المخيف في الإصابات إلى غياب أبسط وسائل التعقيم داخل المخيمات، حيث تُستخدم أدوات الحلاقة والتجميل بين عدة أفراد دون أي حماية، مؤكدًا أن العدوى تنتشر بسرعة تفوق القدرة على المتابعة أو الفحص.
ويضيف أن الكارثة تتفاقم بسبب انعدام الفحوصات المخبرية: "الفحص المخبري غير متوفر، ونتعرف على الحالات فقط من خلال الفحص السريري والأعراض".
أما عن التطعيمات، فأشار إلى أنه لا يوجد أي تطعيم خاص بالفيروس، ولا حتى الفحص الذي يسبق إعطاء التطعيم. قائلا:" نحن نعالج الأعراض فقط"، مبينا أن هذا الوضع يمكّن المصاب من نقل العدوى لعشرات الأشخاص قبل اكتشاف حالته.
وأوضح أبو ناصر أن إهمال علاج المرض أو اكتشافه في مراحل متأخرة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها فشل وظائف الكبد والتليّف وربما تطور الحالة إلى أورام سرطانية.
وشدد على أن المنظومة الصحية في قطاع غزة عاجزة تمامًا عن التعامل مع هذا العدد الهائل من الإصابات اليومية، في ظل انعدام الموارد وغياب القدرة على السيطرة.
ووجّه أبو ناصر نداءً عاجلًا للمؤسسات الصحية الدولية:"نحن نقف أمام كارثة صحية قومية. لا إمكانيات، لا فحوصات، لا تطعيمات، ولا مواد تعقيم. نحتاج تدخلًا عاجلًا قبل أن نفقد مزيدًا من الأرواح".
المصدر: الرسالة
