مركز إبداع المعلم يطلق تقريرًا يوثّق مسيرة التعليم في حالات الطوارئ في غزة: “التعافي من خلال التعليم”

 أصدر مركز إبداع المعلم (TCC) تقريره الجديد بعنوان " التعافي من خلال التعليم: رحلة التعليم في حالات الطوارئ التي قدمها مركز ابداع المعلم في غزة (2023-2025)" "Healing Through Learning: TCC’s Emergency Education Journey in Gaza (2023–2025)"، الذي يوثّق جهود المركز في الاستجابة التعليمية والنفسية والاجتماعية خلال العامين الماضيين في قطاع غزة، في ظلّ الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها قطاع غزة منذ عام 2023.

ينطلق التقرير من مبدأ أساسي عبّر عنه المركز في مقدمته: "لا يمكن أن يوجد تعليم حقيقي دون فهمٍ لمعنى الإنسانية.”، حيث يقدم التقرير صورة شاملة عن تحول التعليم إلى وسيلة للتعافي النفسي وبناء الصمود المجتمعي، من خلال نموذج متكامل يدمج بين التعليم العلاجي، والدعم النفسي الاجتماعي، والتعلم الاجتماعي العاطفي (SEL)، بمشاركة مئات المتطوعين والمعلمين وأفراد المجتمع المحلي.
خلال الفترة من عام 2023 إلى عام 2025، تمكّن مركز ابداع المعلم من الوصول إلى أكثر من 100,000 مستفيد من الأطفال، والأهالي، والمعلمين والمتطوعين. ففي عام 2023 وحده، قدّم مركز ابداع المعلم دعمه لأكثر من 56,000 شخص من خلال 83 مدرسة ومركز ايواء في محافظات خان يونس ورفح ووسط القطاع، عبر أنشطة تعليمية طارئة ودعم نفسي اجتماعي وتوزيع مساعدات إنسانية عاجلة.
في عام 2024، تحول العمل إلى نهج أكثر تنظيمًا واستدامة في التعليم الطارئ، يهدف إلى استعادة التعلم والتعافي النفسي للأطفال في أكثر من 400 مركز إيواء، ليصل الدعم إلى 40,562 طفلًا و25,300 من الأهالي. كما تمّ تدريب أكثر من 600 متطوع ومعلم على منهجيات التعليم التي تراعي الصدمات النفسية والإسعاف النفسي الأولي.
وخلال عام 2025، أنشأ مركز ابداع المعلم 27 مساحة تعلم مؤقتة (TLS) موزعة على مختلف مناطق قطاع غزة، لتكون بيئات آمنة ومرنة تُمكّن الأطفال من استعادة الروتين التعليمي والأمان العاطفي وسط ظروف الحرب والنزوح.
يشير التقرير، استنادا الى خمس دراسات ميدانية مستقلة أجراها أكاديميون متخصصون، إلى أن الأطفال المشاركين أظهروا تحسّنًا ملحوظًا في الاستقرار العاطفي، والسلوك الاجتماعي، والدافعية للتعلّم، فيما عبّر أكثر من 90% من الأهالي عن تحسّن قدرتهم على التواصل مع أطفالهم وإدارة الضغوط الأسرية. كما ساهمت البرامج في تطوير مهارات المتطوعين والمعلمين، وتعزيز روح الصمود المجتمعي.
يؤكد التقرير أنّ تجربة “التعافي من خلال التعليم” التي نفّذها مركز إبداع المعلم أصبحت نموذجًا وطنيًا معتمدًا من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ضمن الخطة الوطنية للتعليم في الطوارئ، وأساسًا لبناء سياسات تعليمية تراعي الصدمات وتدمج بين التعليم والحماية النفسية والاجتماعية للأطفال، لتغدو تجربة محلية رائدة يُحتذى بها على المستويين الوطني والإقليمي.
في ختام التقرير يشدد مركز إبداع المعلم على أن التعليم في الأزمات ليس مجرد وسيلة لمواصلة الدراسة، بل هو أداة للحياة، ونافذة لاستعادة الأمل والكرامة الإنسانية للأطفال والعائلات التي تعيش تحت القصف والنزوح.