أكتوبر الوردي في فلسطين: الفحص المبكر حياة وأمل

رام الله- زمن FM-  تحت شعار "فحصكِ المبكر حياة لكِ ولعائلتكِ"، أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية فعاليات شهر "أكتوبر الوردي" للتوعية بسرطان الثدي، الذي يحييه العالم في شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، للتأكيد على أن الوعي الصحي والفحص المبكر هما السبيل لإنقاذ الأرواح وزرع الأمل في نفوس النساء وعائلاتهن.

أرقام وإحصاءات

بحسب وزارة الصحة، فإن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بين الأورام التي تصيب النساء في فلسطين. وخلال عام 2024، تم إجراء 5501 فحص ماموغرام في الضفة الغربية، تبين أن 2184 حالة منها غير طبيعية بنسبة 39.7%. كما أُجري 2529 فحصًا بالأشعة فوق الصوتية، كانت 1680 حالة منها غير طبيعية بنسبة 66.4%.

وفي قطاع غزة، يشكل سرطان الثدي نحو 30% من إصابات السرطان بين النساء بمعدل 29 حالة لكل 100 ألف سيدة، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إلى العلاج بعد تدمير المستشفيات المتخصصة بفعل العدوان الإسرائيلي.

قصة سيدة فلسطينية.. من الخوف إلى الأمل

بين الأرقام والإحصائيات تقف قصص إنسانية مؤثرة، كسيدة فلسطينية تُدعى أم خالد، تبلغ من العمر 45 عامًا من قرية شمال الخليل، التي روت لـنساء إف إم تجربتها مع الفحص المبكر.

تقول: "كنت أخشى الذهاب للفحص، وظننت أن تجاهل الأمر أفضل من مواجهة الحقيقة. لكن بعد سماعي لحملة أكتوبر الوردي ، قررت خوض التجربة. اكتشف الأطباء وجود ورم صغير في مراحله الأولى، واليوم وبعد رحلة علاج، أنا بخير.. أعيش حياتي بشكل طبيعي وأقول لكل النساء: لا تخفن، الفحص المبكر ينقذ الحياة."

الفحص المبكر.. رسالة حياة

تشدد وزارة الصحة على أن الكشف المبكر يرفع نسب الشفاء إلى أكثر من 90%، وأن جميع خدمات الفحص والتشخيص والعلاج متوفرة بشكل مجاني في مديرياتها. كما تدعو النساء فوق سن الأربعين أو اللواتي لديهن تاريخ عائلي مع المرض إلى التوجه للمراكز الصحية دون تردد.

فعاليات توعوية ومجتمعية

في إطار فعاليات أكتوبر الوردي، تنظم فلسطين حملات إعلامية، مسيرات وردية، وعيادات متنقلة تقدم فحوصات مجانية في القرى والمخيمات، إلى جانب لقاءات مع ناجيات ليروين تجاربهن بهدف تشجيع النساء على إجراء الفحوصات وكسر حاجز الخوف.

ومن جانبها، تخصص إذاعة نساء إف إم خلال هذا الشهر مساحات واسعة عبر برامجها لرفع الوعي بسرطان الثدي، مستضيفة أطباء مختصين وناجيات من المرض، لنقل التجربة الإنسانية الحقيقية وراء الأرقام والإحصاءات.

رسائل إنسانية

القصص الإنسانية التي تُروى عبر الإعلام والمجتمع المدني تؤكد أن الفحص المبكر ليس مجرد إجراء طبي، بل رسالة حب للذات والعائلة. فكل امرأة تجري فحصًا مبكرًا تمنح نفسها فرصة حياة، وتمنح عائلتها الأمل بالاستمرار معها.

"الفحص المبكر ليس مجرد إجراء طبي، بل رسالة حب للذات وللعائلة. قصص النجاة تبدأ بخطوة صغيرة نحو الفحص.. وكل خطوة قد تنقذ حياة."