مفاوضات "ترامب" المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة .. حقيقةٌ أم مناورة سياسية؟

الكاتب والمحلل السياسي نزار نزال يقدم قراءة تحليلية عبر "وطن"

مفاوضات "ترامب" المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة .. حقيقةٌ أم مناورة سياسية؟

 

 قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، إن الولايات المتحدة تجري مناقشات "مثمرة للغاية" مع دول الشرق الأوسط بشأن قطاع غزة.

وأضاف في منشور على منصة تروث سوشيال، أن المناقشات استمرت 4 أيام وستستمر ما دام ذلك ضرورياً للتوصل إلى اتفاق ناجح وكامل، مشدداً على أن جميع دول المنطقة مشاركة وحماس على دراية تامة، مضيفاً: "أبلغت إسرائيل على جميع المستويات بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

- محاولات سياسية أمريكية لفرملة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية
وفي تعليقه يقول الكاتب والمحلل السياسي نزار نزال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى من خلال تحركاته السياسية الأخيرة، إلى تفريغ الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية من مضمونه، في الوقت الذي يعيش فيه الاحتلال الإسرائيلي عزلة غير مسبوقة.

ويضيف ، في حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" عبر شبكة وطن الاعلامية، ضمن موجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل"، أن الجانب الفلسطيني مغيّب تماماً عن الاجتماعات الجارية في نيويورك، سواء المعلنة أو السرية، ما يتيح لترامب المناورة لصالح الاحتلال.

- ملامح خطة ترامب بشأن غزة، ما هي؟
ويوضح نزال أن خطة ترمب تضمنت عشر نقاط طُرحت أمام الزعماء العرب، أبرزها: الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في غزة، ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وإنهاء الحرب وإسقاط حكم حركة حماس في غزة، ونشر قوة أمنية عربية متعددة الجنسيات داخل القطاع، وإنشاء صندوق عالمي لإعادة الإعمار، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، ومنع نتنياهو من ضم أجزاء من الضفة الغربية المُحتلة.

وكان ترامب قد اجتمع مع قادة ومسؤولين من عدة دول في المنطقة لمناقشة الوضع في غزة، وقال المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن ترامب قدم مقترحات للقادة تضمنت خُطة سلام في الشرق الأوسط من 21 نقطة.

غير أن نزال يؤكد أن الخطة تجاهلت تماماً ملفات محورية، مثل الأسرى الفلسطينيين، ونزع سلاح المستوطنين، ووقف الاستيطان، ومشاريع الضم الكبرى كـ"E1" والحزام الأمني على طول الخط الأخضر.

وتساءل نزال عن سبب إسناد ملف الأمن في غزة إلى قوة عربية بدلاً من قوة فلسطينية، وعن غياب أي التزام إسرائيلي بتمويل إعادة الإعمار، إضافة إلى تجاهل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم الادعاء بعدم السماح بضم الضفة.

ويُشير ضيفُنا إلى أن فريق ترامب يضم غالبية من الصهيونية المسيحية واللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل، ما يعكس التقاءً جوهرياً مع توجهات نتنياهو، ويجعل العلاقة بينهما أبعد من مجرد صلة شخصية.

- موقف حماس من مقترحات ترامب
ويؤكد أن حركة حماس، كما صرّحت مراراً، لن تسلّم سلاحها ولن تقبل بخروج قياداتها العسكرية من غزة، موضحاً أن بعض الدول العربية، مثل قطر ومصر، لم تُبدِ موقفاً صريحاً رغم علمها بتفاصيل المفاوضات.

وبشأن ما تردد عن قبول مبدئي لحماس ببعض بنود خطة ترمب، يلفت نزال إلى أن الحركة لم ترفض أي رؤية سياسية تتعامل مع الواقع في غزة، لكنها عادة تتحفظ على بعض النقاط، مُضيفاً أن حماس ترغب في إيصال رسالة مفادها أنها منفتحة على المقترحات الدولية، لكنها تدرك أن ترامب غير جاد في طرحه، وأن أي قبول سيكون مشروطاً بتعديلات جوهرية على الخطة.

- ترامب يخشى انتقال عدوى الاحتجاجات الأوروبية ضد سياسات إسرائيل إلى الداخل الأمريكي
وفي ختام حديثه يؤكد نزال أن الرئيس الأمريكي يسعى أيضاً لإحباط عدوى الاحتجاجات الأوروبية ضد سياسات إسرائيل، ومنع انتقالها إلى الداخل الأميركي، خاصة مع بدء بعض الدول اتخاذ خطوات عملية كتجميد شراكات أوروبية – إسرائيلية، وإرسال سفن حربية ضمن الأسطول العالمي، وهو ما يهدد مصالح الاحتلال الاقتصادية