معطيات "الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية": 83% من الشهداء في قطاع غزة مدنيون

زمن: تكشف قاعدة بيانات داخلية في شعبة "الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية" ("أمان") أن عدد مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني الذين استشهدوا بنيران جيش الاحتلال في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر، أقل بأكثر من نصف المعطيات بهذا الخصوص التي نشرها جيش الاحتلال وجهات سياسية إسرائيلية رسمية.

ويتبين من خلال مقارنة بيانات "أمان" مع حصيلة الشهداء التي تنشرها وزارة الصحة في غزة، أن نسبة المدنيين بين مجمل الشهداء في القطاع منذ 7 أكتوبر تزيد عن 83%، وفق ما كشف اليوم، الجمعة، تحقيقا لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية وموقع "محادثة محلية الإلكتروني الإسرائيلي والمجلة الإلكترونية "972+".

ونقل التحقيق عن عدة مصادر استخباراتية إسرائيلية قولها إن معطيات "أمان" تعتبر المصدر الموثوق والوحيد لدى الجيش في موضوع المسلحين والقتلى. وأكد مصدر عسكري رسمي أن معطيات "أمان" هي القائمة الموثوقة الوحيدة التي يحتفظ بها الجيش مع ناشطي حماس والجهاد الذي قتلهم في غزة، وأن المعطيات الأخرى التي نشرتها جهات عسكرية وسياسية إسرائيلية استندت إلى "تقديرات". ولم ينفِ المصدر المعطيات الواردة في التحقيق.

وحتى منتصف أيار/مايو الماضي، كان عدد مقاتلي حماس والجهاد الذين استشهدوا 7330 وفقا لبيانات "أمان"، إلى جانب 1570 مقاتلا صُنفوا كقتلى "مرجحين"، ما يعني أن مجموع المقاتلين الفلسطينيين الشهداء هو 8900 مقاتل. في حينه كانت حصيلة الشهداء 52,928 بموجب وزارة الصحة في غزة، ما يعني أن نسبة المقاتلين الشهداء هي 17%، وإذا لم يتم احتساب القتلى "المرجحين" تتراجع هذه النسبة إلى 14%، وترتفع نسبة الشهداء المدنيين إلى 86%.

وكان موقع "المكان الأكثر سخونة في جهنم" الإلكتروني الإسرائيلي، قد نقل عن جيش الاحتلال أنه قتل 500 مسلح فلسطيني، خلال الأشهر آذار/مارس وأيار/مايو الماضية، بينما أفادت معطيات وزارة الصحة في غزة، حينذاك، بأنه استشهد 2780 فلسطينيا في الفترة نفسها ويشكلون أكثر من 80% بين الشهداء.

وأكد بحثان نشرا العام الحالي أن عدد الشهداء في قطاع غزة أعلى بـ40% من حصيلة الشهداء التي بلغت حاليا 62 ألفا و192 شهيدا. ووفقا للتقديرات، توجد قرابة 10 آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض، وهناك آلاف المفقودين، وهناك جثث كثيرة احترقت ولم يكن بالإمكان تشخيصها، ولذلك قد ترتفع نسبة المدنيين بين الشهداء إلى أكثر من 85%.

ونقل التحقيق عن مصادر استخباراتية عسكرية قولها إن الأعداد المرتفعة حول المقاتلين الفلسطينيين الشهداء، التي تحدث عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش السابق، هيرتسي هليفي، ومسؤولون إسرائيليون آخرون، استند إلى قاعدة بيانات في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، التي ذكرت في نهاية العام الماضي أن عددهم حوالي 17 ألف مقاتل.

وأضافت المصادر الاستخباراتية أن قاعدة بيانات القيادة الجنوبية ليست دقيقة، وأنها استندت إلى تقديرات عامة وحسب، وإلى إفادات جنود ميدانيين من دون التدقيق في صحتها ولا تشمل قائمة بأسماء الشهداء. وأكدت المصادر أنه تعالى من الأبحاث الجارية في "أمان" أن بيانات القيادة الجنوبية مبالغ فيها".

وأشار التحقيق إلى أن العدد المرتفع المزعوم للمقاتلين الشهداء سببه من أن جنودا يقتلون مدنيين ويدعون أنهم مقاتلون. فقد قتلت كتيبة إسرائيلي في رفح حوالي مئة فلسطيني ووُصف جميع الشهداء بأنهم "مخربون"، لكن ضابطا في الكتيبة أفاد بأن جميعهم كانوا مدنيين باستثناء شهيدين.

وقال مصدر إسرائيلي "إننا نصدر تقارير عن مقتل عدد كبير من ناشطي حماس، لكني أعتقد أن معظم من ننشر عنهم أنهم قتلى هم في الحقيقة ليسوا ناشطي حماس. وتم ترقية أفراد إلى رتبة "مخرب" بعد موتهم. ولو كنت أنصت إلى اللواء، لتعين عليّ أن أستنتج أننا قتلنا 200% من ناشطي حماس في المنطقة".