حماس ترد بالموافقة على مقترح وقف إطلاق النار بغزة

أبلغت حركة حماس الوسطاء بموافقتها على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في الحركة، اليوم الإثنين، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن مضمون المقترح أو الخطوات المقبلة.

وفي السياق، نقلت المراسل السياسي للقناة الإسرائيلية 12 وموقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدر دبلوماسي مطلع قوله إن "رد حماس يتطابق بنسبة 98% مع مقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، الذي سبق أن وافقت عليه إسرائيل".

ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر مطلع على المحادثات، قوله إن "حماس وافقت على المقترح الذي قدمه الوسطاء قطر ومصر".

وأضاف المصدر: "هذه أفضل الخيارات  لحماية سكان غزة من التصعيد الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية".

وأوضح أن المقترح يتضمن مسارا للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، ووقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لمدة 60 يوما، وأيضا خلال الـ60 يوما يعيد الجيش الإسرائيلي التموضع لإتاحة المجال لدخول المساعدات".

وتابع المصدر: "خلال 60 يوما سيتم تبادل أسرى فلسطينيين مقابل نصف الرهائن الإسرائيليين بغزة"، مؤكدا أن هذه الخطوة تكون بداية الطريق للحل الشامل.

وأعقب ذلك اجتماعات عقدت في مدينة العلمين الجديدة بين وفد قيادة حماس المتواجد في القاهرة والوسطاء من مصر وقطر، لبحث الرد النهائي على المقترح، عقب انتهاء مشاورات داخلية بين المستويين السياسي والعسكري في الحركة، بحسب ما أفاد قيادي لـ"العربي الجديد".

ويأتي هذا الحراك بعد اجتماع موسع عُقد مساء أمس الأحد في القاهرة، وضم قادة من حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتيار الإصلاحي في حركة فتح، مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد.

ويتضمن المقترح المعدل هدنة لمدة 60 يومًا على أساس مقترح ويتكوف، تشمل إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء ونحو 18 جثمانًا، مقابل إدخال المساعدات الإنسانية عبر الآلية الأممية، مع تجنّب الخوض في الخلافات الكبرى حول ترتيبات "اليوم التالي".

بن غفير يحذر نتنياهو من "الاستسلام لحماس" ورفض صفقة جزئية

وعلى صلة، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، مساء اليوم، الإثنين، إنه "إذا استسلم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لحماس وأوقف الحرب، فستكون كارثة للأجيال وإضاعة لفرصة كبرى".

وأضاف بن غفير أن "رئيس الحكومة أخطأ سابقًا عندما فوّت مهلة الرئيس ترامب، الذي طالب بالإفراج عن جميع الأسرى أو فتح أبواب الجحيم (على غزة)، رغم تحذيري حينها بأنها ستكون غلطة تاريخية".

وتابع "لدينا الآن فرصة لحسم المعركة ضد حماس، وأقول لرئيس الحكومة: لا تملك تفويضًا للذهاب إلى صفقة جزئية وعدم سحق حماس".

فيما قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، أمام قادة الجيش خلال كلمة ألقاها في مؤتمر عُقد بمقر فرقة غزة، إن "وزن مدينة غزة في هذه المرحلة أصبح أكثر أهمية مما كان في بداية الحرب"، معتبرا أن "حسم معركة مدينة غزة سيؤدي إلى إخضاع حماس".

وأضاف كاتس في المؤتمر الذي عقد بحضور رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "نرى للمرة الأولى أن حماس، بعد أسابيع من رفضها مناقشة أي صفقة للإفراج عن الأسرى، مستعدة الآن لبحثها – فقط بسبب خشيتها من أننا ننوي بجدية احتلال مدينة غزة".

واعتبر أن "مدينة غزة تمثل مركز ثقل عسكريًا وسلطويا ورمزيًا لحماس، حيث تتواجد قيادتها وتبقى البنية التحتية الأساسية لذراعها العسكري"، وقال "حتى حماس تدرك أن هذه هي نواة حكمها الآن. حسم مدينة غزة سيؤدي إلى إخضاع حماس".

وتابع "نرى أن حماس، وللمرة الأولى، بعد أسابيع لم تكن مستعدة خلالها لمناقشة أي صفقة للإفراج عن الأسرى، رغم أن تركيا وقطر توجهتا إليها، تضع الأمر فجأة على الطاولة. السبب واضح: فقط خشيتها من أننا ننوي بجدية احتلال غزة هو ما يدفعها للاستعداد للنقاش".

وأضاف "القرارات التي اتُّخذت في الكابينيت برئاسة رئيس الحكومة هي قرارات سياسية وأمنية تربط معًا بين الجهد العسكري والجهد السياسي. الجهد العسكري الذي يقوده الجيش هدفه تحقيق أهداف الحرب عبر الوسائل السياسية التي تُدار حاليًا مع الولايات المتحدة ودول المنطقة".

وقال "الاستعداد الآن لحسم المعركة ضد حماس هو الطريق الصحيح لاستكمال المهام وتحقيق أهداف الحرب، وهو أيضًا يشكل رافعة كبرى لخلق ضغط على حماس، من أجل إنهاء الحرب وفق الشروط التي وضعها رئيس الحكومة".

وزعم أن تل أبيب "مع إنهاء الحرب وفق هذه الشروط، التي تشمل الإفراج عن جميع الأسرى، والطريق الوحيدة التي ربما تحقق ذلك أو تدفعه قدمًا هي القوة التي تطبقونها وتستعدون لها، والتي سنهاجم بها جميعًا. هذه القوة قادرة على جلب هذه النتيجة"