كشف موقع "ديكلاسيفايد" البريطاني، المختص بالسياسة والاستخبارات، أن طائرات تجسس أميركية وبريطانية نفذت طلعات استطلاعية فوق قطاع غزة لصالح الاحتلال، في إطار الحرب المتواصلة على القطاع منذ 22 شهرًا.
وبحسب الموقع، انطلقت بعض هذه الطلعات من قاعدة بريطانية في قبرص، وحلّقت قرب مخيم النصيرات قبل وأثناء مجزرة ارتكبها الاحتلال في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأيضًا خلال الأسبوعين السابقين لمجزرة أخرى في يونيو/حزيران 2024.
وأوضح التقرير أن ليلة 11 ديسمبر/كانون الأول شهدت تحليق طائرة أميركية من طراز "بيتشكرافت سوبر كينغ إير 350"، تابعة لشركة "ستريت فلايت نيفادا"، لمدة 20 دقيقة، أعقبتها طائرة بريطانية من طراز "شادو آر-1" عصر اليوم التالي، حيث تمركزت قبالة ساحل غزة لنصف ساعة تقريبًا، قبل أن تواصل التحليق بعد أقل من ساعة من انتهاء القصف الذي أسفر عن 30 شهيدًا.
وأشار الموقع إلى أن الهجوم الاحتلال على النصيرات في 8 يونيو/حزيران 2024، والذي أسفر عن أكثر من 270 شهيدًا، سبقه أيضًا تنفيذ سلاح الجو البريطاني 24 طلعة استطلاعية فوق غزة أو بالقرب منها خلال أسبوعين.
وبحسب منظمة "العمل ضد العنف المسلح" التي تتخذ من لندن مقرًا لها، نفذت بريطانيا منذ بداية الحرب أكثر من 600 طلعة استطلاعية فوق قطاع غزة.
ورغم أن السلطات البريطانية تؤكد أن هذه الرحلات تهدف للبحث عن الأسرى الإسرائيليين، فإن التقرير يجدد الاتهامات للندن بالمشاركة في جرائم الإبادة عبر تقديم دعم استخباراتي للاحتلال.
وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن الطائرات التجسسية البريطانية تواصل طلعاتها فوق غزة، وأن المعلومات الاستخباراتية التي تجمعها تُسلم مباشرة إلى جيش الاحتلال.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات السياسية بين لندن وتل أبيب توترًا، بعد أن فرضت حكومة حزب العمال البريطاني عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف، وأعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم تحسن "إسرائيل" الأوضاع في غزة.