وجّه أكثر من ألف موظف في مؤسسات الاتحاد الأوروبي رسالة داخلية، اليوم السبت، حذّروا فيها من أن المجاعة في قطاع غزة تتسارع بشكل خطير، ولا يمكن وقفها عبر إسقاطات جوية محدودة أو مساعدات مؤقتة، داعين إلى تحرّك سياسي وإنساني عاجل لحماية المدنيين وإنقاذ ما تبقى من مصداقية الاتحاد.
وقال الموظفون في رسالتهم: "الوقت ينفد، والخطر يتصاعد بسرعة، واستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي"، معتبرين أن الاتحاد الأوروبي يقف اليوم أمام اختبار أخلاقي وسياسي حاسم.
وأكدت الرسالة أن الصمت الأوروبي تجاه ما يجري في غزة لم يعد محايدًا، بل يُفسّر على أنه تواطؤ مباشر، ويقوّض مبادئ الاتحاد وقيمه الإنسانية.
وأضاف الموظفون: "لا يمكن الاستمرار في التزام الصمت، بينما يموت الأطفال جوعًا وتُستهدف العائلات أثناء محاولتها الوصول إلى المساعدات، في مشهد يُسائل ضمير العالم بأسره."
وتضمنت الرسالة اعترافًا صريحًا بأن ما يُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" قد فشلت في أداء دورها، مشيرين إلى أن هذا الفشل تسبب في مقتل أكثر من ألف شخص، برصاص قوات الاحتلال، منذ شهر مايو الماضي، أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء.
ويأتي هذا الانتقاد بعد توثيق منظمات حقوقية لحوادث متكررة قُتل فيها مدنيون خلال التدافع على المساعدات، أو استُهدفوا مباشرة خلال محاولاتهم تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
وفي خطوة غير مسبوقة، طالب الموظفون الاتحاد الأوروبي باتخاذ حزمة من الإجراءات العقابية الفورية ضد "إسرائيل"، من بينها فرض عقوبات مالية وتجارية على المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الحصار والعدوان على غزة، وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع "تل أبيب" وسحب سفير الاتحاد الأوروبي منها، إضافة إلى إيقاف التعاون مع الكيانات الإسرائيلية، لا سيّما في مجالات البحث العلمي والتقني ضمن برامج الاتحاد.
ووصف الموظفون هذه الإجراءات بأنها "ضرورية لحماية مدنيي غزة، وضرورية كذلك للحفاظ على الحد الأدنى من مصداقية الاتحاد الأوروبي في القضايا الإنسانية والعدالة الدولية".
تأتي هذه الرسالة في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، وسط حصار شامل ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.
وبحسب آخر بيانات وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد شهداء العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 نحو 60,430 شهيدًا، وبلغ عدد الإصابات 148,722 مصابًا، فيما استُشهد 169 شخصًا نتيجة المجاعة، بينهم 93 طفلًا.