قصص نساء نازحات: دراسة جديدة تكشف الواقع المؤلم للتهجير القسري في شمال الضفة

رام الله- زمن FM- أطلقت جمعية النجدة وبالشراكة مع مدرسة الأمهات وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم الاربعاء، دراسة نوعية حملت عنوان "واقع النساء النازحات في شمال الضفة الغربية"، خلال لقاء عُقد في مقر جمعية إنعاش الأسرة في مدينة البيرة، بحضور ناشطات وحقوقيات وممثلات عن مؤسسات نسوية.

وتسلّط الدراسة الضوء على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للنساء والفتيات النازحات، وتكشف من خلال شهادات ميدانية حجم المعاناة اليومية والتحديات التي تواجهنها في ظل النزوح القسري والحرمان من أبسط الحقوق.

في هذا الإطار، أجرينا عددًا من المقابلات مع القائمات على إعداد الدراسة، اللواتي شاركن تجاربهن البحثية والميدانية، إلى جانب ما وثقنه من قصص وأصوات نسوية صامدة في وجه التهجير والحرمان.

إلهام سامي – منسقة مشروع تعزيز القيادة النسوية

وقالت منسقة مشروع تعزيز القيادة النسوية،إلهام سامي، في حديث مع "نساء إف إم، إن الجزئية الأساسية في هذا المشروع كانت إعداد دراسة تسلط الضوء على النساء النازحات في شمال الضفة الغربية. والهدف منها هو إبراز هذا الواقع المرير من جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

واوضحت اعتمدنا على ما لمسناه من معاناة ميدانية، حيث نفّذت هديل قزّاز ولميا شلالدة هذه الدراسة في مخيمات النزوح بشمال الضفة.  مشيرة الى ان الدراسة كشفت حجما مؤلمًا أكثر مما تصورنا، إذ وثقنا قصصًا تعبّر عن قوة وصمود النساء، وأخرى تعكس الألم والمرارة التي يعشنها.

عنف مضاعف وهشاشة متقاطعة

من جانبها، أوضحت الباحثة النسوية هديل قزّاز أن الدراسة ركزت على الفئات الأكثر هشاشة من النساء، مثل المسنات، وذوات الإعاقة، والمعيلات لعائلات. وقالت: "البيانات التي حصلنا عليها كانت غنية ومفاجئة في آن. لقد أكدت حجم المعاناة التي تعيشها النساء المهجرات، خصوصًا في مجالات الإيواء، التعليم، والرعاية الصحية. كما لاحظنا تزايدًا كبيرًا في العنف ضد النساء في سياق النزوح، خاصة في ظل غياب الحماية واستمرار غموض المستقبل".

وأضافت"البعض كان يظن أن النزوح مؤقت، لكنه استمر لأكثر من ثمانية أشهر حتى الآن، ما فاقم من حدة الأزمات التي تواجهها النساء وأسرهن".

واقع ميداني معقّد وتحديات لوجستية

أما الباحثة والناشطة الحقوقية لميا شلالدة، التي تولت تنفيذ العمل الميداني، فتحدثت عن الصعوبات التي واجهت الفريق البحثي، أبرزها القيود التي فرضها الاحتلال، من حواجز واقتحامات متكررة، وصعوبة التنقل، إلى جانب التحولات المستمرة في مواقع النزوح. وقالت: "كان من الصعب الوصول إلى العينة المستهدفة، إذ أن الكثير من العائلات كانت تنزح من مكان إلى آخر باستمرار، مما أعاق عملية التوثيق والمتابعة الدقيقة للحالات".

وثيقة نضالية ونداء إنساني

ترى القائمات على الدراسة أنها تمثل أكثر من مجرد عمل بحثي، بل تُعد وثيقة نضالية تسجّل شهادات من قلب المعاناة، وتشكّل صرخة إنسانية تطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية بـتحرك عاجل لحماية النساء النازحات وضمان كرامتهن وحقوقهن.

وتؤكد قزّاز في ختام حديثها: "نحن لا نرصد المعاناة فقط، بل نعمل على خلق وعي نسوي ومجتمعي يدعو للعدالة، ويضع قضايا النساء المهجّرات في صلب الاهتمام السياسي والحقوقي، في ظل استمرار التهجير القسري الذي يطال المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجي".