غزة - زمن FM
تتعالى أنات مرضى السرطان في قطاع غزة، وتتضاعف معاناتهم في ظل القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على حرية الحركة والتنقل خارج القطاع، وتعنته في منحهم تصاريح للعلاج في الخارج، ومع عدم توفر العلاج الكيماوي الكافي في القطاع يصبح السفر هو أملهم الوحيد لتلقي العلاج!
أكثر من ثمانية آلاف مريض سرطان يعانون في القطاع بسبب عدم توفر العلاج اللازم لهم. ويذكر أن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان كان قد أصدر تقريراً في شهر أكتوبر الماضي بعنوان "طلب العلاج تحت الدراسة"، يسلط فيه الضوء على معاناة مرضى القطاع نتيجة القيود الإسرائيلية على سفرهم للعلاج خارج غزة.
ويتناول التقرير انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني وتنصلها من التزاماتها في ضمان حق مرضى القطاع بالتنقل الحر والوصول الآمن للخدمات الصحية، وحقهم في السفر للعلاج من الأمراض الخطيرة التي يعانون منها، ولا يتوفر لها علاج في مستشفيات قطاع غزة.
وتُعتبر القيود الإسرائيلية على سفر مرضى القطاع من أهم المعيقات التي تحول دون قدرتهم على الوصول للعلاج المناسب والرعاية الصحية الملائمة والمقبولة. إذ لا يسمح الاحتلال لجميع الحالات بالسفر والوصول إلى المستشفيات في الضفة الغربية والقدس أو المستشفيات داخل الخط الأخضر تحت ذرائع أمنية واهية.
وفي إحدى الغرف داخل مستشفى الصداقة التركي المخصص لعلاج مرضى الأورام في غزة تقول إحدى السيدات المريضات "أتمنى أن يكون علاجنا متوفرًا في غزة، لأن المعاناة التي نعيشها لا يشعر بها أحد." وتتابع "في كل مرة تزورونا الوفود الطبية للاطلاع على أحوالنا فإننا نطالب أن يتوفر العلاج لنا في قطاعنا المحاصر، ولكن حتى الآن لا نجد استجابة لمطالبنا!"
وفي غرفة أخرى يجلس مريض آخر على سرير الشفاء، يعاني من سرطان في العمود الفقري، وانتشر المرض في منطقة الحوض وأطراف أخرى في جسده يقول "أضطر للسفر لأنه لا يوجد تشخيص لحالتي في المستشفى التركي، ويتم تحويلي لمستشفيات القدس أو الضفة الغربية."
ويضيف "السفر للإنسان العادي الذي يذهب للترفيه عن نفسه مشقة وتعب، فما بالك بالسفر لإنسان مريض يتوجع!"
وبحسب إحصائية سابقة لوزارة الصحة في غزة، فإن منع السفر والتأخر في تنفيذ البروتوكولات العلاجية الخاصة بمرضى السرطان، أدى إلى وفاة أكثر من 3000 مريض خلال السنوات الأخيرة، من بينها حالات كانت قابلة للعلاج والتعافي من المرض كلياً.