"إسرائيل" تدرس إرسال وفد رفيع إلى الدوحة لتسريع المحادثات مع حماس.. فهل نقترب من اتفاق يُنهي الحرب على غزة؟

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تدرس إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة بهدف تسريع المحادثات غير المباشرة مع حماس بشأن الصفقة، وذلك في حال وافقت الحركة على مناقشة مسألة مفاتيح تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين في غزة. 

وتناولت وسائل إعلام إسرائيلية مؤشرات متزايدة على قرب التوصل إلى اتفاق تبادل مع حركة حماس، لكنها ربطت توقيت إتمام الصفقة بانتهاء الدورة الصيفية للكنيست، وسط انتقادات داخلية واسعة لنهج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المفاوضات، وتحذيرات من تصاعد التحديات الميدانية التي تواجهها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

المُختص بالشؤون الإسرائيلية د. علي الأعور، يقول إن دراسة "إسرائيل" إرسال وفد يضم تساحي هنيغبي مستشارُ رئيس الوزراء، ورون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية "مسؤول ملف التفاوض" وديفيد برنياع رئيس الموساد، والقائم بأعمال رئيس الشاباك "لم يُعلن اسمه بعد"، يُشير إلى وصول المفاوضات لدراسة بعض القضايا، التي لا تستطيع الوفود الفنية اتخاذ قرار فيها، ويضيف: "رُبما يُشير ذلك إلى تقدم في المفاوضات".

- حسابات نتنياهو الداخلية تساهم بتقريب التوصل إلى الصفقة
ويُشير في حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن"، ويُبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن حسابات نتنياهو الداخلية تساهم أيضاً بتقريب التوصل إلى الصفقة، موضحاً أن عطلة الكنيست الإسرائيلي وتبدأ في الثامن والعشرين من الشهر الجاري وتستمر لشهرين ونصف، تُحرر نتنياهو من ضغوط شُركائه في الائتلاف الحاكم، وتمنحه فرصة أكبر للتوجه نحو إنجاز الصفقة.

ويُضيف: "لست مع التفاؤل المُفرط، ولكن رُبما نكون أمام صفقة قريباً". 

- "حماس" تقرأ المشهد جيداً .. و"إسرائيل" سلّمت خرائط جديدة للانسحاب من محور موراغ
وفي المقابل تتعمق الكارثة الانسانية في قطاع غزة يوماً بعد الآخر، جراء استمرار الإبادة، وفرض "إسرائيل" حصاراً مُطبقاً على القطاع منذ آذار الماضي، وسط تحذيرات أطلقتها وزارة الصحة في غزة صباح اليوم، من مجاعة كارثية ومجازر دامية قرب مراكز المساعدات تهدد حياة آلاف المواطنين في القطاع.

وفي تعليقه على ذلك يقول د. علي الأعور إن حركة حماس تقرأ المشهد جيداً، مُرجحاً أننا أمام صفقة، خاصة بعد أن سلّمت "إسرائيل" خارطة تتعلق بإعادة انتشار قواتها خلال 60 يوما من بدء سريان وقف إطلاق النار، وتشمل انسحاباً كاملاً من محور موراغ الفاصل بين مدينتي خان يونس ورفح، وتخفيفا للوجود العسكري في مناطق أخرى جنوب القطاع.

- مُخططات "إسرائيل" لاحتلال كامل قطاع غزة لا تزالُ قائمة، وسيتعاظم خطرُها في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
ويُشير إلى أن خُطط نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة، وتحويله للإدارة العسكرية الإسرائيلية "الحاكم العسكري"، لا تزال قائمة وسيتعاظم خطرُها في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، موضحاً أن إقامة محور "ماغان عوز" ويفصل خانيونس عن دير البلح إعلان إسرائيليٌ رسمي باحتلال قطاع غزة، مؤكداً أن الحرب على غزة يجب أن تنتهي لضمان عدم تصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية.  

وفي ختام حديثه يوجه ضيفنا رسالة إلى طرفي الانقسام الفلسطيني بضرورة تكوين موقف فلسطيني موحد، وقيادة جهد مُشترك لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ويقول على حركة حماس أن تصنع اختراقاً سياسياً ومبادرة سياسية بالاعتراف بقرارات الشرعية الأممة من أجل الدخو في مُنظمة التحرير، وعلى السُلطة الفلسطينية أن تقبل بحركة حماس كشريك سياسي في العملية السياسية الفلسطينية.

وعلى مدار 21 شهراً من حرب الإبادة على غزة، انعقدت عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بشأن وقف الحرب وتبادل الأسرى، بوساطة قادتها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة.

وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار، الأول في تشرين الثاني 2023، والثاني في كانون الثاني 2025، حيث شهدا اتفاقيات جزئية لتبادل أعداد من الأسرى، قبل أن تتنصل إسرائيل من الاتفاق الأخير، وتستأنف حربها على غزة في 18 آذار الماضي.