غزة- زمن FM- في مطابخ مدمرة وخيام مهترئة وعلى نار الحطب، تصنع نساء غزة يوميًا معجزات لا تلتقطها عدسات الأخبار. وسط أزمة طاحنة في توفر الدقيق وارتفاع سعره إلى أكثر من ألف شيكل للكيس الواحد، لجأت النساء إلى بدائل جديدة، حيث تحوّلت البقوليات إلى طحين، وأصبحت المطاحن اليدوية رمزًا للصمود في وجه الجوع والحصار.
الخبز من العدس والفاصوليا: وصفة البقاء
تروي أم محمد، النازحة من حي الدرج، لـ "نساء إف إم" كيف بدأت طحن المعكرونة والأرز والفاصوليا باستخدام خلاط يدوي لصنع عجينة تُشبه الخبز. "الخبز الناتج قاسٍ، أقرب للبسكويت، لكنه يسد الرمق. لا نملك رفاهية التذوق، بل نبحث عمّا يُبقي أطفالنا على قيد الحياة"، تقول بحزن.
رغيف من البازيلا ودموع الحاجة أم عبد الله
في أحد مراكز الإيواء في مدينة خانيونس، تحكي الحاجة أم عبد الله، 68 عامًا، قصتها بصوت متهدّج: "كان لدي كيس صغير من البازيلا المجففة، طحنتها على دفعات لصنع خبز لأحفادي الأيتام. هم الناجون الوحيدون من قصف منزلنا، ولا أملك لهم سوى هذا القلب الذي ينبض من أجلهم".
تضيف وهي تمسح دمعة تسللت إلى خدها: "الخبز الذي نصنعه لا ينتفخ ولا يُشبع، لكنه يمنحنا شيئًا من الكرامة. لا نريد صدقات، نريد أن نحيا بكرامة، أن نُطعم أبناءنا دون إذلال".
نساء غزة... خط الدفاع الأول
مع استمرار إغلاق المعابر وغياب المساعدات، أصبحت النساء في غزة خط الدفاع الأول في معركة البقاء. يبتكرن وصفات من العدس والفول، يطحنّ الحمص والأرز، ويحوّلن كل ما هو متاح إلى رغيف حياة. تقول إحدى السيدات: "نحن لا نُجيد الاستسلام، بل نُجيد أن نُطعم أطفالنا رغم كل شيء".
المصدر: نساء FM