أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم السبت، بمقتل 3 مستوطنين وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح متفاوتة، جرّاء الرشقات الصاروخية الإيرانية المتتالية التي استهدفت مناطق متفرقة من الأراضي المحتلة، في إطار عملية "الوعد الصادق 3" التي أطلقتها طهران ردّاً على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
وقالت القناة 12 العبرية إن الإصابات وقعت في مناطق وسط الأراضي المحتلة، لا سيما في "غوش دان" و"رامات غات"، حيث تحركت فرق الإسعاف بكثافة لمعالجة الجرحى وإجلاء المصابين، بينما شهدت مناطق الجنوب والشمال نشاطاً أقل نسبياً لفرق الطوارئ.
ورغم اعتراف وسائل الإعلام العبرية بهذه الخسائر، لم يصدر "جيش" الاحتلال أي إعلان رسمي عن حجم خسائره البشرية، التزاماً بسياسة التعتيم الإعلامي التي يعتمدها في مثل هذه الحالات.
في السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مصادر طبية إسرائيلية أن المستشفيات في الأراضي المحتلة تتعامل مع عشرات الإصابات الخطِرة، في ظل استنفار طبي واسع.
وبحسب مصادر رسمية إيرانية، استهدفت الصواريخ الإيرانية مواقع عسكرية وأمنية حساسة في "تل أبيب" و"القدس" ومناطق متفرقة شمالاً وجنوباً، من بينها مقر وزارة "الأمن" الإسرائيلية (الكرياه) الذي تعرض لقصف مزدوج، إلى جانب قواعد جوية استراتيجية مثل "رامات دافيد" في الشمال و"نيفاتيم" في الجنوب، فضلاً عن منشآت صناعية عسكرية.
وجاء القصف الإيراني بعد إعلان رسمي من الحرس الثوري الإيراني عن بدء "ردّه الساحق والدقيق" على عشرات الأهداف العسكرية الإسرائيلية، بالتزامن مع ظهور قائد الثورة الإيرانية، السيد علي خامنئي، في كلمة متلفزة أكد فيها أن "الكيان الصهيوني لن يفلت من العقاب على جريمته الكبرى".
في المقابل، أقرّ السفير الأميركي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، بصعوبة الموقف الأمني في تل أبيب، قائلاً إن "الليلة الماضية كانت قاسية جداً".
يُشار إلى أن صافرات الإنذار دوت بشكل متواصل في "تل أبيب"، القدس، الضفة الغربية، الجليل، حيفا، ومناطق أخرى، ما يعكس حجم التوتر الأمني المتصاعد في الأراضي المحتلة عقب هذا الهجوم غير المسبوق.