نساء يحملن الحياة: معاناة يومية في البحث عن قطرة ماء في غزة

غزة- زمن FM- عبلة العلمي – في مشهد بات جزءاً من الحياة اليومية في قطاع غزة، تتنقل النساء والفتيات بين الأزقة والممرات المدمرة، وهنّ يحملن جالونات المياه الثقيلة على رؤوسهن أو في عربات بسيطة، في رحلة شاقة بحثاً عن المياه، التي تحوّلت إلى كنز مفقود في ظل الحصار، والنزوح، وانهيار البنية التحتية.
"كل يوم نمشي أكثر من كيلومتر لنجيب شوية مي، لا للشرب ولا للغسيل ولا حتى للنظافة. وأنا وبناتي بنقضي أغلب وقتنا بس نحاول نوفر مي نعيش فيها"، تقول أم محمد، نازحة من شمال غزة، بينما تجر عربة يدوية تحتوي على ستة جالونات مياه.

وتعاني مئات العائلات من انعدام وصول المياه النظيفة إلى أماكن نزوحهم، خاصة مع توقف محطات التحلية، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، ودمار شبكات المياه في العديد من المناطق جراء العدوان الأخير.
تضيف أم محمد:"المي صارت هم يومي. بطلع من الصبح أنا وبنتي نحمل الجالونات، واحد فوق راسي والثاني بإيدي، وبنتي الصغيرة بتحاول تساعدني. صار الواحد يحس إن الجالون أثمن من الذهب."

ومع تصاعد الأزمة، أصبحت النساء يتحملن عبئاً مضاعفاً، ليس فقط في تأمين المياه، بل أيضاً في مواجهة المخاطر اليومية المرتبطة بالتنقل في أماكن النزوح التي تفتقر إلى الخصوصية، ودورات المياه الصحية، ما يشكل تهديداً إضافياً على كرامتهن وصحتهن الجسدية والنفسية.

في غزة، لم تعد المياه مجرد حاجة أساسية، بل تحوّلت إلى معركة يومية للبقاء، تقودها النساء بإصرار وصبر، وسط واقع معيشي لا يرحم، وبيئة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.

المصدر: نساء FM