رام الله: انعقاد مؤتمر فلسطين الرقمية : انطلاقة نحو التغيير

رام الله- زمن FM- تحت رعاية دولة رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، انطلق اليوم الاربعاء، في فندق الميلينيوم بمدينة رام الله مؤتمر "فلسطين الرقمية: انطلاقة نحو التغيير" الذي تنظمه وزارة الاتصالات الفلسطينية، والذي يهدف إلى مناقشة استراتيجية الحكومة الفلسطينية للتحول الرقمي في مختلف القطاعات الحكومية، وبهدف تعزيز الكفاءة وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.

وشهد المؤتمر حضورًا لافتًا من  قبل الخبراء وشركات الاتصالات والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا وممثلين عن الوزارات ومختلف قطاعات القطاع الخاص، حيث تضمن جلسات حوارية تفاعلية قدمت رؤى عملية حول التحديات والفرص في مسار التحول الرقمي.

وقال وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي عبد الرزاق نتشة، نعقد مؤتمرنا اليوم في ظل التحديات التي يواجهها شعبنا، وتطلعاتنا إلى بناء مستقبل أفضل له، بالإضافة إلى التطورات السريعة والمتنامية في مجال الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية، نجد أنفسنا أمام مسؤولية كبيرة عن تعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية في فلسطين، حيث إن الاتصالات والاقتصاد الرقمي يمثلان محركين أساسيين لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق الشمول الرقمي لشرائح المجتمع كافة.

وأضاف خلال عرض قدمه في انطلاق أعمال المؤتمر الوضع الحالي لقطاع الاتصالات والاقتصاد الرقمي رؤيتنا وإنجازاتنا، إن الحكومة أنشأت منصات مهمة عززت دورها في الإغاثة، من خلال البيانات التي اعتمدت عليها المنظمات الدولية في عمليات الإغاثة.

وأوضح الوزير نتشة إستراتيجية الحكومة الفلسطينية للتحول الرقمي في جميع القطاعات الحكومية، بهدف تعزيز الكفاءة وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.

وتابع: أن أكثر من 80% من المعاملات في غزة رقمية، ما يستدعي العمل على بنية تحتية وضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في الإغاثة.

ولفت إلى أن الحكومة تنظر إلى أن التحول الرقمي يتطلب إنشاء بنية تحتية وأنظمة وتشريعات تدعم البنية التحتية للإصلاح المؤسسي في الفترتين الحالية والمقبلة، وأن دعم البنية التحتية يكون من خلال الذكاء الاصطناعي في التدخلات التكنولوجية.

وتحدث عن الإطار القانوني للتحول الرقمي، وعن أنه يجري العمل على التحول الرقمي بشكل ثابت يؤسس للعدالة والحوكمة في إجراءات الحكومة، معلنا خدمة المحفظة الحكومية لوزارة التنمية الاجتماعية، التي سيتم من خلالها تقديم خدمات ونفقات للمواطنين، لضمان وصولها إلى أبناء شعبنا أينما كانوا، وإطلاق قانون المعاملات الإلكترونية الذي يركز على زيادة الأمن والثقة للمواطن والمستخدم، وحماية البيانات، مشيرا إلى ارتفاع عدد خدمات برنامج حكومتي من 20 إلى 100 خدمة، تركز على احتياجات المواطنين.

وعن خدمات  G4، قال نتشة، منذ اليوم الأول للحكومة، عملنا على تحويل الملف إلى ملف دولي، وقدم الوفد العربي بقيادة السعودية مطالبة بحقنا في إنشاء بنية تحتية متطورة تدعم 5G،4G، وتم الضغط على الجانب الإسرائيلي للالتزام بالاتفاقيات الموقعة.

وأعلن الوزير نتشة أن خلال العام الجاري سيتم الإعلان عن تفعيل البنية التحتية 4G+، واستخدامها من مؤسساتنا والقطاع الخاص، الذي يعد انتصارا لقطاع الاتصالات الفلسطينية.

وأكد التزام الوزارة بتوفير بيئة مشجعة على نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات، من خلال تقديم الدعم اللازم للشركات العاملة في قطاع الاتصالات، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات في البحث والتطوير.

وشدد على أهمية تنفيذ هدف الوزارة ورؤيتها في تطبيق أعلى المعايير العالمية لتطوير البنية التحتية التي تعزز التحول الرقمي، وبناء اقتصاد رقمي حديث، يساهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويشجع على الابتكار والريادة في هذا المجال، وتكوين بيئة استثمارية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالي الاتصالات والاقتصاد الرقمي، لتبادل الخبرات والمعرفة وتعزيز التكامل والتعاون القائم على المصالح المشتركة، وبناء كادر مؤهل قادر على العمل في قطاعي الاتصالات والذكاء الاصطناعي.

ودعا إلى ضرورة الإصلاح والتحول الرقمي من خلال الاقتصاد الرقمي كحل للانفكاك الاقتصادي، والعمل مع القطاع الخاص وضرورة تمكينه.

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات بيتا تامر برانسي، إن الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص هامة، وتشكل وحدة مصير.

وأضاف: أن التحول الرقمي لم يعد خيارا ولا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون تحول رقمي تشكل الشركات عماده.

وأعرب عن أمله في أن يتم تذليل العقبات أمام الاقتصاد الوطني، داعيا إلى ضرورة تقديم حوافز لقطاع الاتصالات، لتمكين الشركات من الوصول إلى السوق العالمي، وإعفاء الشركات من الضرائب لدعم الشركات وتمكينها من بناء بنية تحتية ملائمة تمكّننا من التحول الرقمي.

وتخلل المؤتمر عرض لفيديو عن حجم الدمار في قطاع غزة جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وتناولت الجلسة الأولى إستراتيجية الحكومة الفلسطينية للتحول الرقمي، والإصلاح في الحكومة، والجلسة الثانية قطاع الاتصالات بين تداعيات الحرب وإعادة الإعمار، فيما تناولت الجلسة الثالثة التكنولوجيا والمال تحديات وفرص في عصر رقمي.

وشمل المؤتمر عرض تجارب التحول الرقمي في فلسطين وكذلك  تجارب شركات الاتصالات الرائدة في عملية الرقمنة في فلسطين.

PalPay دعم أساسي لمسار التحول الرقمي

وعلى هامش المؤتمر، تحدث  مدير شركة  PalPay، ثائر حمايل، مع "نساء إف إم، عن دور الشركة في دعم استراتيجية التحول الرقمي، والخدمات التي تقدمها، والتحديات التي تواجهها، ورؤيتها لمستقبل الدفع الإلكتروني في فلسطين.

وأكد حمايل أن PalPay تلعب دورًا محوريًا في تسهيل عمليات الدفع الإلكتروني بفسلطين، مما يساهم في تقليل الاعتماد على النقد وتحقيق الشمول المالي. وقال: "نحن جزء أساسي من هذا التحول، ونعمل على تطوير أنظمة دفع إلكترونية تسهّل على المواطنين تسديد التزاماتهم المالية بطريقة آمنة وسهلة، مما يسرّع من الانتقال نحو مجتمع رقمي متكامل."

وقتدم الشركة الرائدة في مجال الدفع الإلكتروني في فلسطين خدمات متنوعة تشمل:

دفع الفواتير إلكترونيًا لجميع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات.شحن أرصدة الهواتف النقالة من مختلف الشركات المحلية. إجراء المدفوعات التجارية للتجار والشركات عبر أنظمة إلكترونية متطورة. إصدار بطاقات إلكترونية للاستخدام المحلي، مثل بطاقة "محفظتي" التي تتيح للمستخدمين إدارة مدفوعاتهم عبر الهاتف الذكي.

وحول التحديات التي تواجه التحول الرقمي في فلسطين، أوضح حمايل أن أحد أبرز التحديات هو تغيير ثقافة المجتمع نحو قبول واستخدام الحلول الرقمية. وقال: "ما زال هناك تردد لدى البعض في تبني أنظمة الدفع الإلكتروني، لكننا نعمل على زيادة الوعي بفوائد هذه الخدمات من خلال حملات توعوية وتجارب مستخدم مميزة." وتابع نعمل باستمرار على تطوير أنظمتها لضمان تقديم خدمات موثوقة وآمنة.

وأعرب حمايل عن تفاؤله بمستقبل الدفع الإلكتروني في فلسطين، متوقعًا نموًا كبيرًا في استخدام هذه الخدمات مع تزايد الوعي والتوجه نحو الحلول الرقمية. وقال: "نحن ملتزمون بالاستمرار في تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق وتعزز تجربة المستخدم، ونعمل على تطوير تقنيات جديدة تواكب التطورات العالمية."