جيش الاحتلال يرفض وقف إطلاق النار حتى تسليم قائمة المحتجزات

قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، إن وقف إطلاق النار في غزة "لن يدخل حيز التنفيذ طالما لم تسلم حماس قائمة المحتجزات"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال سيواصل شن غارات داخل قطاع غزة، في حين قالت حركة حماس إن التأخر في تسليم القائمة "يأتي لأسباب فنية".

 

وكانت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، قد أعلنت اليوم الأحد، أن بنيامين نتنياهو أوعز إلى الجيش بعدم التزام موعد وقف إطلاق النار في غزة المقرر الساعة 8:30 (بتوقيت القدس)، إن لم تسلّم حركة حماس قائمة المحتجزات الثلاث اللواتي سيُفرَج عنهنّ اليوم، فيما أكدت حركة حماس التزامها الاتفاق، مشددة على أن التأخير جاء لأسباب فنية.

 

وبحسب ما جاء في بيان لرئاسة الوزراء، فإن "نتنياهو أجرى ليلًا تقييمًا في ما يتعلق بتأخر حركة حماس بتسليم قائمة المختطفات المقرر إطلاق سراحهنّ، وأصدر تعليماته للجيش بعدم التزام موعد وقف إطلاق النار حتى تحصل إسرائيل على قائمة المحتجزات".

 

من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان التزامها بنود اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيُطلَق سراحها في الدفعة الأولى لأسباب فنية ميدانية.

 

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ صباح اليوم الأحد، على أن يتبعه إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإسرائيليين بعد ساعات، ما يفتح الطريق أمام نهاية محتملة لحرب الإبادة التي استمرت 15 شهراً وخلفت أكثر من 150 ألف بين شهيد وجريح في القطاع المحاصر.

جاء الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، وجاء قبل وقت قصير من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني. ودخل وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل حيّز التنفيذ في الساعة الثامنة والنصف بتوقيت القدس (06:30 بتوقيت غرينتش) اليوم الأحد. وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وسيُطلَق خلالها سراح 33 من أصل 98 محتجزاً إسرائيلياً متبقين، من نساء وأطفال ورجال فوق الخمسين عاماً ومرضى وجرحى، مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 أسير ومعتقل فلسطيني.

وتشمل هذه القائمة 737 سجيناً من الذكور والإناث والقُصَّر، بعضهم أعضاء في فصائل فلسطينية، فضلاً عن مئات الفلسطينيين من غزة المحتجزين منذ بداية الحرب. ومن المتوقع إطلاق سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين من الإناث مساء اليوم الأحد من طريق الصليب الأحمر، مقابل إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً لكل واحدة منهنّ. وقال كبير المفاوضين الأميركيين، بريت ماكغورك، إنه "بعد إطلاق سراح الرهائن اليوم الأحد، فإن الاتفاق ينص على إطلاق سراح أربع رهائن أخريات بعد سبعة أيام، ثم إطلاق سراح ثلاث رهائن أخريات كل سبعة أيام بعد ذلك".

 

وعمل فريق الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل وثيق مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لدفع الاتفاق قدماً. ومع اقتراب موعد تنصيبه، كرر ترامب مطالبه بإبرام الاتفاق بسرعة، محذراً مراراً وتكراراً من أن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يُطلَق سراح أسرى الاحتلال.

ونجحت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في البقاء بقطاع غزة على الرغم من آلاف الأطنان من المتفجرات التي ألقتها آلة الحرب الوحشية الإسرائيلية على القطاع والمدنيين الذين شردوا عشرات المرات هرباً من القصف. وتعهدت إسرائيل بأنها لن تسمح لحماس بالعودة إلى السلطة، وأخلت مساحات كبيرة من الأرض داخل غزة، في خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة تسمح لقواتها بالتصرف بحرية ضد التهديدات في القطاع.