"ملهمات الوطن" نساء يقُدن التغيير: دور المرأة في تعزيز الزراعة الصديقة للبيئة لتحقيق التنمية المستدامة

رام الله – نساء FM- ناقشت الحلقة الخامسة والعشرين من برنامج "ملهمات الوطن" الذي تنفذه إذاعة نساء اف ام ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI، دور النساء في دعم الزراعة الصديقة للبيئة، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية. وفي صلب هذا الجهد، تبرز النساء كعنصر حيوي يساهم في تحقيق التوازن بين الإنتاج الزراعي وحماية البيئة.

في المجتمعات الريفية، تلعب النساء دورًا محوريًا في الزراعة اليومية، من خلال الاعتماد على أساليب زراعية مستدامة تعزز التنوع البيولوجي، وتحافظ على خصوبة التربة، وتقلل من الأضرار البيئية الناتجة عن الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية.

ولا يقتصر دور النساء على حماية البيئة فحسب، بل يمتد ليشمل تحسين الأمن الغذائي، ورفع وعي الأجيال القادمة بأهمية الزراعة البيئية. ومع ذلك، تواجه النساء تحديات متعددة، أبرزها نقص الموارد، وضعف الدعم الفني والمالي، مما يتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية والمجتمعية لتعزيز مشاركتهن في هذا القطاع الحيوي.

استضافت الحلقة كلًا مدير دائرة التغير المناخي في وزارة الزراعة، ابتسام أبو الهيجا، والسيدة إلهام كراجة، صاحبة مشروع زراعي يطبق ممارسات صديقة للبيئة.

دور وزارة الزراعة

تحدثت أبو الهيجا عن جهود وزارة الزراعة في تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، مشيرةً إلى الدور المهم الذي تلعبه النساء في الريف من خلال تبني تقنيات مثل:

-الزراعة العضوية.

-إعادة تدوير الموارد.

-الحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي.

-تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية الضارة.

كما أشارت إلى التحديات التي تواجه النساء، مثل صعوبة الوصول إلى التمويل والتدريب، موضحةً أن الوزارة تعمل على إطلاق برامج دعم فني ومالي لتشجيع النساء على الانخراط في الزراعة المستدامة.

مشروع زراعي رائد

من جهتها، استعرضت السيدة إلهام كراجة تجربتها الناجحة من خلال مشروعها الزراعي الذي يُعد نموذجًا عمليًا للزراعة المستدامة. وأوضحت أن مشروعها يعتمد على:

-استخدام التسميد العضوي.

-تقنيات الري بالتنقيط لتوفير المياه.

-زراعة محاصيل محلية مقاومة للجفاف والآفات.

-إنشاء نظام لتدوير المخلفات الزراعية لإنتاج أسمدة طبيعية.

وأشارت كراجة إلى أن مشروعها لم يقتصر فقط على حماية البيئة، بل ساهم في تحسين الأمن الغذائي لعائلتها ومجتمعها المحلي، فضلًا عن تدريب النساء في قريتها على ممارسات زراعية مستدامة ساعدت في تقليل الفقر وزيادة الوعي البيئي.

التوصيات والشراكات المستقبلية

اختُتم اللقاء بنقاش حول أهمية الشراكة بين وزارة الزراعة والمشاريع الفردية مثل مشروع السيدة إلهام. وأكدت السيدة ابتسام أبو الهيجا أن الوزارة تخطط لتعزيز دعم المشاريع النسائية من خلال:

1-توفير ورش عمل تدريبية حول الزراعة المستدامة.

2- دعم تسويق المنتجات العضوية محليًا ودوليًا.

3-إدخال تقنيات زراعية حديثة لتحسين الإنتاجية وتعزيز الاستدامة.

وخلصت الحلقة بهذه الجهود المشتركة، تُثبت النساء أنهن قادرات على قيادة التغيير نحو زراعة مستدامة تُسهم في حماية البيئة، وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة.