في اليوم العالمي الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب.. إسرائيل ما زالت تفلت من العقاب

رام الله - زمن FM

يُصادف الثاني من نوفمبر اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وهو يوم تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة لتسليط الضوء على التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون في مختلف أنحاء العالم، وللدعوة إلى المساءلة والمحاسبة عن الجرائم التي تُرتكب بحقهم. في فلسطين، يمثل هذا اليوم فرصة للتذكير بالتحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة في ظل ظروف معقدة.

التحديات التي تواجه الصحفيين في فلسطين

يعمل الصحفيون الفلسطينيون في بيئة محفوفة بالمخاطر، حيث يتعرضون بشكل منتظم لانتهاكات جسيمة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية، الاعتقال، مصادرة المعدات، ومنع التغطية الإعلامية في مناطق حساسة. وقد وثقت العديد من منظمات حقوق الإنسان، بما فيها مركز "مدى" للحريات الإعلامية، حالات متعددة من الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، مما يؤدي إلى زيادة المخاطر وتفاقم التهديدات التي يواجهونها.

تُعتبر الإفلات من العقاب إحدى العقبات الكبرى في ضمان حماية الصحفيين، حيث تُظهر تقارير أن السلطات المسؤولة عن الانتهاكات غالبًا ما تتجنب المساءلة القانونية. وتُساهم هذه الفجوة في استمرار الهجمات، مما يقوّض حرية الصحافة ويخلق مناخًا من الخوف والترويع.

جهود مركز مدى للحريات الإعلامية

اكدت شيرين الخطيب القائم بأعمال المجير في مركز مدى للحريات الاعلامية في حديث لنساء إف إم أن مركز "مدى" يقوم بدور محوري في رصد الانتهاكات وتوثيقها، إلى جانب توفير الدعم القانوني والنفسي للصحفيين الذين يتعرضون للاعتداءات. كما يعمل المركز على حملات مناصرة محلية ودولية تهدف إلى حشد المجتمع الدولي للضغط على سلطات الاحتلال لوقف الانتهاكات. ومن ضمن الجهود المبذولة، تنظيم ورش عمل وحملات توعية لتعزيز قدرات الصحفيين على حماية أنفسهم أثناء العمل الميداني.

ورغم هذه الجهود، ما زال الطريق طويلًا أمام تحقيق العدالة للصحفيين المعتدى عليهم. يشدد مركز "مدى" على أهمية التعاون مع منظمات حقوقية دولية لتقديم شكاوى إلى محاكم دولية ومؤسسات أممية، من أجل تفعيل المحاسبة.

أهمية التعاون الدولي

يشكل التعاون مع المجتمع الدولي عنصرًا حاسمًا في مواجهة الإفلات من العقاب. وتدعو المنظمات الحقوقية إلى تعزيز الآليات الدولية لمحاسبة الجناة، بما في ذلك رفع قضايا إلى المحكمة الجنائية الدولية والعمل على تشريعات أكثر صرامة لحماية الصحفيين عالميًا.

ويؤكد مركز "مدى" أن دعم الصحفيين لا يقتصر على توفير الحماية فقط، بل يمتد إلى خلق بيئة تمكنهم من أداء دورهم في كشف الحقائق والدفاع عن حقوق الإنسان، وهو أمر ضروري لمجتمع ديمقراطي صحي.

دور المجتمع المدني

يلعب المجتمع المدني دورًا مهمًا في حماية حرية الصحافة من خلال تنظيم حملات تضامن ومناصرة، والمطالبة بإجراءات قانونية تحمي الصحفيين من الاعتداءات. كما يدعو إلى خلق فضاءات حوار بين الصحفيين ومختلف الفاعلين الحقوقيين لتعزيز سبل الحماية والمساءلة.