رام الله - زمن FM
أصدر مركز مدى للحريات الاعلامية تقريرا يرصد فيه الاعتداءات بحق الصحفيات والصحفيين، حيث تواصلت الاعتداءات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين بوتائر عالية وشديدة الخطورة خلال شهر آب الماضي، وبقيت تقريبا عند ذات المستوى لشهر تموز الذي سبقه.
واشارت القائمة بأعمال المدير العام بمركز مدى شيرين الخطيب لنساء إف إم أن شهر آب 2024 شهد ما مجموعه 105 اعتداءات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 104 منها في حين ارتكبت منصة إنستغرام التابعة لشركة "ميتا" انتهاكاً وحيداً تمثل بإغلاق الحساب الرسمي للصحفي عمرو طبش في قطاع غزة، علما أن شهر تموز الماضي كان شهد 103 انتهاكات ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 102 اعتداء منها، في حين ارتكبت منصة X انتهاك واحد.
ارتكبت قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلية خلال شهر آب الماضي ما مجموعه 104 جريمة واعتداء ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، بنسبة 99% من مجمل الانتهاكات المرتكبة خلال الشهر. ويعتبر هذا الرقم متقارب لعدد الانتهاكات الموثقة في الشهر الذي سبقه والذي كان شهد 102 جريمة اسرائيلية، لذا بقيت خطورة وجسامة الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت الصحافيين/ات خلال شهر آب على حالها إن لم تكن قد، حيث قتل 10 صحفيين/ات، وأستهدف العشرات من الصحفيين بالأعيرة النارية وقنابل الغاز والصوت لترهيبهم ومنعهم من التغطية.
وارتكبت قوات الاحتلال هذه الاعتداءات بصورة متعمدة وممنهجة ضد الصحفيين/ات، رغم وضوح "هوياتهم المهنية" المميزة كصحافيين في أغلب الأحيان، بغية التعتيم على ما ارتكبته أجهزة الاحتلال وقواته ضد المواطنين المدنيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية أيضا خلال الحرب التي لا زالت مستمرة على القطاع لليوم 333 على التوالي.
وخلال آب الماضي ارتكبت قوات الاحتلال جرائم قتل لعشرة صحفيين/ات في قطاع غزة منهم صحفي كان قد استشهد قبل ثمانية أشهر وانتشل جثمانه من تحت الأنقاض خلال شهر آب. وأصيب مصورا وكالة TRT محمد الزعانين بشظايا في العين اليسرى ومحمد كراجة بشظايا في الكوع الأيسر خلال تغطية الأحداث في خانيونس. كما أصيبت مراسلة "قدس فيد" نغم زايط بكسر في القدم اليمنى جراء وقوعها أرضا قرب مدخل مخيم طولكرم خلال هروبها من جنود الاحتلال، كما أصيبت الصحفية سلمى القدومي برصاصة في الظهر خلال التغطية في قطاع غزة. وحاولت الآليات العسكرية الإسرائيلية تنفيذ عمليات دهس ضد كلا من طاقم قناة "الجزيرة" خلال التغطية في مدينة طوباس، وبقارق ساعات تعرضت سيارة الصحفي مصور وكالة "أسوشيتدبرس" مجدي اشتية وزميله علي اشتية لمحاولة دهس خلال توجههم لتغطية ذات الحدث في المدينة.
واعتقلت قوات الاحتلال الصحفي حمزة الزيود من منزله في بلدة "سيلة الحارثية" غرب مدينة جنين، إضافة لاعتقال الصحفي الحر رامز عواد من منزله في قرية "جفنا" شمال مدينة رام الله خلال اقتحام القرية، كما واعتقلت الصحفية الحرة أشواق عوض من ساحة الحرم الابراهيم خلال تواجدها لتغطية الأحداث في مدينة الخليل.
وضمن مساعي الاحتلال الدائمة والمستمرة لعرقلة عمل الصحفيين/ات بكافة الطرق الممكنة، احتجزت قوات الاحتلال كلا من الصحفي إيهاب العلامي ومعه المتدرب أحمد العلامي قرب مستوطنة "كرمي تسور" قرب مدينة حلحول لمدة ثلاث ساعات، كما احتجزت مراسل قناة "الغد" خالد بدير لنحو ساعة على حاجز "عناب" العسكري شرق مدينة طولكرم منعا للتغطية، واحتجاز الصحفي الحر عامر الشلودي قرب الحرم الابراهيمي لمدة 10 دقائق.
ومن جهة أخرى أقدمت قوات الاحتلال على استهداف 60 صحفياً/ة بالأعيرة النارية وقنابل الغاز والصوت لمنعهم من التغطية، كما منعت 15 صحفي/ة بطريقة مباشرة من التغطية في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية وعلى الأخص مدن شمال الضفة (جنين، طولكرم، نابلس) ومخيماتها والتي شهدت أحداثاً ساخنة خلال الثلث الأخير من الشهر نتيجة اقتحامها من قبل قوات الاحتلال والتي جرت وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز، إضافة لتعمد جنود الاحتلال من إحداثه من أعمال تخريب لممتلكات المواطنين وتجريف للبنية التحتية بما فيها شبكات الكهرباء والمياه.
إلى جانب الاستهداف لمنع التغطية، صادرت قوات الاحتلال معدات صحفيين اثنين في الضفة، وأتلفت سيارة صحفي آخر في قطاع غزة، تحرض الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" ضد الصحفي أنس الشريف في قطاع غزة، كما وحظر سلطات الاحتلال عمل فضائية "الميادين" داخل إسرائيل للمرة الثانية لمدة 45 يوم بذريعة الإضرار بأمن الدولة. وأقدمت سلطات الاحتلال بتاريخ 19/08 على تجديد الاعتقال الإداري للصحفية بشرى الطويل لمدة ستة أشهر