رام الله- زمن FM
في الحلقة العشرين من برنامج "ملهمات الوطن"الذي تنفذه إذاعة نساء اف ام ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI، تم تناول تساؤل جوهري حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل حياة ذوي/ات الإعاقة. واستضافت الحلقة الدكتور عدنان أبو عصبة، الخبير في الذكاء الاصطناعي، وأميرة أبو عرقوب، من ذوات الإعاقة البصرية ورئيسة مجلس إدارة جمعية "بهمتكم" للأشخاص ذوي الإعاقة.
أكد الضيوف على الأهمية البالغة لاستخدام وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يخدم احتياجات ذوي الإعاقة، مشيرين إلى التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي على حياة هؤلاء الأشخاص في فلسطين. إذ تسهم هذه التقنيات في تحسين جودة حياتهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع.
وأوضح الدكتور أبو عصبة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر أدوات تعليمية مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يتيح لهم الوصول إلى المعرفة بطرق تتناسب مع احتياجاتهم الفردية. على سبيل المثال، يمكن تطوير تطبيقات تعليمية تعتمد على التعرف على الصوت أو النصوص المقروءة، مما يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية أو السمعية من التعلم بسهولة أكبر.
كما أشار إلى إمكانية تحسين الرعاية الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة، وتقديم توصيات طبية مخصصة بناءً على بيانات المرضى. وتحدث أيضًا عن تطوير تقنيات مثل الأطراف الصناعية الذكية التي تعزز من قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية.
وألقى الضيوف الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تسهيل فرص العمل للأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال توفير أدوات تمكنهم من أداء مهامهم بشكل أكثر فعالية، مثل تطبيقات التواصل المحسنة أو البرمجيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية. وأكدوا أيضًا على أهمية تحسين وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات العامة مثل النقل والرعاية الصحية والخدمات الحكومية، وذلك من خلال تطوير تطبيقات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوجيه الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في الأماكن العامة أو مساعدتهم في التنقل بين المرافق.
وتطرق النقاش إلى كيفية تعزيز الاندماج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير وسائل اتصال فعالة تساعدهم في التواصل مع الآخرين والتفاعل الاجتماعي بسهولة أكبر، مثل استخدام تطبيقات ترجمة لغة الإشارة الفورية.
ورغم هذه الفوائد الكبيرة، فإن التحديات لا تزال قائمة، مثل الحاجة إلى تطوير البنية التحتية التكنولوجية وتوفير التمويل اللازم لتبني هذه التقنيات على نطاق واسع في فلسطين. كما أشار الضيوف إلى أهمية ضمان الوصول العادل لهذه التقنيات لجميع فئات ذوي الإعاقة، مع الحفاظ على خصوصيتهم وحقوقهم الرقمية.