معرض فلسطيني يعزز المواهب الفنية: تجربة محاكاة أعمال الفنان نصر عبد العزيز في مدارس فلسطين

رام الله - زمن FM- 

في لقاء خاص مع الفنانة التشكيلية رانية العامودي عبر إذاعة نساء إف إم، أشارت إلى المعرض الفلسطيني للموهوبين والموهوبات، مؤكدة على أهمية التوعية بتنمية قدرات الطلبة الفنية.

يُعتبر المعرض أول تجربة عربية تنطلق من فلسطين عبر التوعية برموز الفن التشكيلي، حيث يتم تشجيع طلبة المدارس على الاطلاع على أعمال الفنانين ومحاكاتها، مما يسهم في التربية الفنية. وتُعد هذه السنة الثالثة التي يُنظم فيها المعرض، ويمنح آفاقاً جديدة للبناء الفني من خلال اختيار المواهب وتشجيعها عبر التذوق الفني وصقل المهارات.

في هذا السياق، أوضح الكاتب والخبير التربوي تحسين يقين في مقال حول الموضوع أن حالة فلسطين المحتلة تُضفي خصوصية على العمل الإبداعي، حيث يصبح هدفاً جمالياً وأسلوباً للتوعية بالقضية الوطنية والهوية وتعميق الانتماء.

يدفعنا معرض "واقعية الحضارة والتراث في محاكاة طلبة المدارس لأعمال الفنان نصر عبد العزيز" إلى تأمل إبداع الفنان الفلسطيني نصر عبد العزيز، الذي يُعتبر أحد القمم الفنية في الفن الفلسطيني المعاصر. عند دخول قاعة المركز الثقافي التركي في رام الله، نُفاجأ بأن اللوحات الجميلة التي نراها هي جزء من تكويننا الثقافي، وهي أعمال للفنان نصر عبد العزيز.

الفنانة التشكيلية رانية العامودي ترى أن التأسيس الفني هو منظومة متكاملة، تتضمن تعليم أساسيات الفن وفقاً للمرحلة العمرية، مع مراعاة عدم السطو على طريقة رسم الأطفال في المراحل المبكرة. بناءً على تجربتها كطفلة موهوبة، تؤكد أن تعليم الفنون يعزز الإبداع لدى الطلبة.

تشجع الفنانة الطلبة على الاهتمام والاطلاع الجاد وتعلم المهارات، وتسهيل التفاعل مع الفنانين عبر استضافتهم. تعامل الطلبة مع الفنانين يساهم في اختصار الكثير من الوقت عليهم. كما يتضح من معرض وزارة التربية والتعليم، فإن التعليم الفني يبدأ عادة بمحاكاة الرسومات واللوحات المفضلة لدى الأطفال.

تؤكد نظرية المحاكاة في مراحل التأسيس على أهمية تقليد ما هو موجود، كجزء من تعلم الرسم، والذي يشبه تعلم اللغة. ولكن بعد التخرج، يتجه الموهوبون للتعبير عن أصواتهم الخاصة، وهذا هو الهدف الأساسي لتعليم الفنون.

تعليم الفنون يختلف عن التعليم التقليدي، ويحتاج إلى تأهيل معلمي الفنون في التعامل مع خيال الطفل وتعليم مهارات الرسم. كما أن اختيار الألوان يمكن أن يمنح الأعمال الفنية جدية ويسهم في تمكين الطلبة من قراءة اللوحات في المعارض، مما يساهم في بناء جمهور جديد يهتم بالفن.

اختار طلبة المدارس عدة لوحات من أعمال نصر عبد العزيز لإعادة رسمها بمستوى فني جميل، مما أتاح فرصة لتأمل تجارب المحاكاة ومظاهر النزعة الوطنية المناهضة للاحتلال.

محاكاة أعمال الفنان نصر عبد العزيز هذا العام تواصل مسيرة محاكاة لوحات الفنانين نبيل عناني وسليمان منصور في السنوات السابقة، مما يساهم في نشر الفن التشكيلي والتوعية به.

تُعتبر تجربة اختيار شخصية فنية مثل نصر عبد العزيز ناجحة، حيث حفلت أعماله بمواضيع تتعلق بالهوية والوطن. إن لوحات الفنان عن المرأة والأطفال والخيل تعكس جمالاً ووطنية عالية، مما يساهم في تعزيز الوعي الفني لدى الطلبة.

في الختام، يُستحسن عقد ورشة فنية لمناقشة وتطوير هذه التجربة في السنوات القادمة، بالتعاون بين التربويين والفنانين. نحن بحاجة لدراسة معنى المحاكاة بشكل أعمق، ولعل المتخصصين يقدمون آرائهم حول هذا الموضوع.