رام الله - زمن FM
كاميلا هاريس هي سياسية ومحامية أمريكية، تشغل حاليًا منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة كأول أمريكية من أصل أفريقي وأول أمريكية من أصل آسيوي تتولى منصب نائب الرئيس، وتعد أول أمرأة مرشحة ملونة للرئاسة البيت الأبيض بعد أن قدم الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن انسحابه من سباق الترشح بشكل مفاجئ عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة.
الشخصية والحياة الخاصة:
ولدت كامالا دافي هاريس في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1964، في مستشفى كايزر بأوكلاند في ولاية كاليفورنيا، لوالدين مهاجرين إلى أميركا، كانا قد التقيا بصفتهما ناشطين شابين في حركة الحقوق المدنية وجمعتهما الدراسة الجامعية.
بعد حوالي أسبوعين من ولادتها، قدم والدها إفادة خطية لتصحيح سجل ميلادها، بعد أن غيروا اسمها الأوسط من "ليير" إلى "ديفي" وتعني آلهة، و"كامالا" اسم تقليدي هندي يعني زهرة اللوتس.
نشأت كمالا، وهي الابنة الأولى لخبير اقتصادي جامايكي المولد، وباحثة في مجال السرطان هندية المولد، في حي بيركلي الذي تسكنه أغلبية من الأميركيين من أصل أفريقي.
في الخامسة من عمرها شهدت طلاق والديها، وتمت تربيتها بشكل رئيسي من قبل والدتها الهندوسية. وفي عام 1976، انتقلت مع والدتها وشقيقتها مايا إلى مونتريال، وبقيت هناك 5 سنوات.
ذكرت كامالا أن والدتها كانت صاحبة التأثير الأكبر في حياتها، وعبرت أختها الصغرى عن هذا الدور بالقول "لا يمكنك معرفة من هي كامالا هاريس بدون أن تعرف من كانت والدتنا"، وفي كتابها قالت هاريس "لا يوجد لقب أو شرف على الأرض سأعتز به أكثر من القول إنني ابنة شيامالا غوبلان".
كانت كامالا أو تشيثي كما تناديها عمتها، على ارتباط وثيق بتراثها الهندي، حيث ظلت منذ طفولتها قريبة من عائلتها في الهند وجامايكا، كما أمضت جزءا من طفولتها في لوساكا بزامبيا.
وذكرت أن والدتها كانت تخاطبها بلغتها الأم "التاميل"، ووُصفت بأنها من رواد الكنيسة وبأنها امرأة بعقيدة مسيحية متشبعة بالممارسات الدينية الهندوسية.
عام 2014 تزوجت "ابنة أوكلاند"، من المحامي دوغ إيمهوف وأصبحت زوجة أب لطفليه، ولأنها وعائلتها لم تحب تسميتها بزوجة الأب، أطلقوا عليها لقب "مومالا" (ماما الصغيرة) الذي انتشر في الأوساط الإعلامية بكثرة وصار يستعمل للإشارة إليها بدل اسمها.
التعليم والمسيرة المهنية:
حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة هوارد في واشنطن العاصمة، ودرجة الدكتوراه في القانون من كلية هاستينغز للقانون بجامعة كاليفورنيا.
وبدأت حياتها المهنية في مجال القانون كمدعية عامة في مقاطعة ألاميدا بكاليفورنيا، ومن ثم شغلت منصب مدعية عامة لمدينة سان فرانسيسكو.
المناصب السياسية:
شغلت منصب المدعي العام لكاليفورنيا (2011-2017) لتكون أول امرأة وأول شخص من أصول هندية وجامايكية تتولى هذا المنصب في تاريخ الولاية.
انتُخبت كعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا (2017-2021)، حيث ركزت على قضايا العدالة الجنائية، الهجرة، والرعاية الصحية.
وفي عام 2020، اختارها جو بايدن لتكون نائبة له في حملته الانتخابية ، وفاز الثنائي بالانتخابات ليصبحا أول فريق رئيس ونائبة رئيس يتضمن امرأة ملونة في تاريخ الولايات المتحدة.
مدافعة شرسة عن حقوق النساء:
تعد واحدة من أبرز الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة التي لها تاريخ طويل في الدفاع عن حقوق النساء. بما في ذلك:
مكافحة العنف ضد النساء: دعمت هاريس العديد من التشريعات التي تهدف إلى حماية النساء من العنف الأسري والاعتداء الجنسي. عملت على تحسين برامج الحماية وتوفير المزيد من الموارد للضحايا.
المساواة في الأجور: دافعت عن تشريعات تهدف إلى تحقيق المساواة في الأجور بين الرجال والنساء، وسعت إلى تعزيز الشفافية في الأجور لمنع التمييز في العمل.
الصحة الإنجابية: دعمت حق النساء في الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك الوصول إلى وسائل منع الحمل والإجهاض. عارضت القوانين التي تحاول تقييد هذه الحقوق.
التحرش الجنسي: عملت على تعزيز القوانين التي تحمي النساء من التحرش الجنسي في مكان العمل وسعت إلى محاسبة المتحرشين.
تشجيع القيادة النسائية: عملت هاريس على تشجيع النساء على الترشح للمناصب القيادية والسياسية، وقدمت مثلاً يحتذى به من خلال نجاحاتها الشخصية في المجال السياسي.
التأثير والرمزية:
تمثل كاميلا هاريس رمزًا للتقدم والتنوع في السياسة الأمريكية، حيث كسر انتخابها العديد من الحواجز التقليدية وأثار آمالًا كبيرة في تحقيق المزيد من المساواة والعدالة في المجتمع الأمريكي.
مع وضد إسرائيل
يُنظر إلى نائبة الرئيس الأميركي على أن لها علاقات قوية مع لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك)، وهي أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في البلاد. حيث قالت خلال عضويتها بمجلس الشيوخ، "سأفعل كل ما في سلطتي لضمان الدعم الواسع والحزبي لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس".
وشاركت في رعاية مشروع قانون يعترض على قرار دولي أدان المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وتؤمن بحل الدولتين، لكنها تشترط بالمقابل ألا يكون دعم إسرائيل الكامل قضية حزبية، وتنادي بالدعم الأميركي الكامل لها.
خلال ترشحها للرئاسة عارضت بشدة إدانة تصويت الأمم المتحدة أو حتى النقد الذي يهدف إلى التأثير على إسرائيل، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست"، في حين تعارض أي تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب محتملة ضد الفلسطينيين.
مؤلفاتها
كتاب "الذكاء في التعامل مع الجريمة، ويطرح فلسفتها وأفكارها لإصلاح العدالة الجنائية، ونشر عام 2009.
السيرة الذاتية "الحقائق التي نمسك بها: رحلة أميركية" ونشرت عام 2019، وحققت مبيعاتها 880 ألف دولار تقريبا.
"الأبطال الخارقون في كل مكان"، مذكرات في شكل كتاب مصور للأطفال ونشرتها عام 2019.
الجوائز والتكريمات
الرتبة الثالثة في تصنيف مجلة فوربس عن قائمة النساء الأكثر نفوذا في العالم، لعام 2023 و2020 وعام 2022، والرتبة الثانية عام 2021.
سمتها مجلة "تايم" الأميركية شخصية العام للعام 2020.
صنفتها فوربس من أغنى الشخصيات في الحكومة الأميركية عام 2020، إذ تبلغ ثروتها 7 ملايين دولار.
أدرج اسمها في قائمة أقوى 20 امرأة في أميركا بمجلة نيوزويك.
حصلت على جائزة ثورغود مارشال عام 2005.