غزة- زمن FM
على الرغم من كونها أم كرست حياتها لأجل أطفالها ومنزلها، إلا أنها تمكنت من خلال أكاديمية البرمجة من غزة سكاي جيكس وفرصة تدريب مع مؤسسة "انترستيشيا" و"يالا" من العثور على طريق العودة للبرمجة ومجال التكنولوجيا.
فرص وأفاق جديدة حتى في أصعب الأوقات
إسراء، 29 عامًا من قطاع غزة، تخرجت الأولى على دفعة قسم هندسة الحاسوب من الجامعة الإسلامية في غزة. وفور تخرجها من الجامعة، عملت إسراء كمعيدة في كليتها، مملوءة بالطاقة والحماس لمستقبلها المهني الواعد في مجال التكنولوجيا. إلا أن آمالها وأحلامها لم يكتب لها بأن تتحقق على الفور، حيث تزوجت وأنجبت، وأصبحت حياتها تتمحور حول مسؤوليات البيت والأولاد ، وتبتعد اكثر فأكثرعن مستقبلها المهني وأحلامها لغد واعد في عالم البرمجة والتكنولوجيا.
وفي يوم من الأيام، صادفت إسراء منشورات عن غزة سكاي جيكس على وسائل التواصل الاجتماعي، أبهرتها قصص نجاح المبرمجين، وكيف تمكنوا من العمل مع شركات عالمية بعد التحاقهم بإكاديمية البرمجة! لمعت في ذهن إسراء هذه الفرصة، ووجدت بإكاديمية البرمجة هذه الملاذ لشق طريق عودتها الى العمل في مجالها، على الرغم من ابتعادها عن عالم البرمجة وهندسة الحاسوب لست سنوات، وكونها لم تواكب التقنيات ولغات البرمجة الجديدة منذ تخرجها من الجامعة.
قامت إسراء بالتسجيل بأكاديمية البرمجة في عام 2019 وتم قبولها. إلا أنها ادركت أن من الصعب الابتعاد عن أطفالها الذين ما زالو صغارًا لثمان ساعات يوميا لتحقيق حلمها بالعودة الى المجال، فاعتذرت عن الفرصة. وكما يقولون مصائب قوم عند قوم فوائد، ففي عام 2020 عندما بدأت جائحة الكورونا وقمنا بمؤسسة غزة سكاي جيكس بتحويل جميع تدريباتنا ودوراتنا لتكون عن بعد، قامت إسراء فورًا بالتسجيل بإكاديمية البرمجة فكانت فرصتها الذهبية لتوازن بين الأمرين، وتعود الى عالم البرمجة دون الابتعاد عن أطفالها.
فرصة تدريب ساعدت بخلق إسراء جديدة
وخلال فترة التحاقها بإكاديمية البرمجة، أتيحت للمتدربين فرصة تدريب بالشراكة مع مؤسسة "انترستيشيا" و "يالا"حيث يهدف هذا التدريب الى إعطاء فرصة للملتحقين بإكاديمية البرمجة فرصة اكتساب خبرة عملية في مجال البرمجة وتحسين مهاراتهم الشخصية والتقنية.
حماس إسراء لفرصة التدريب هذه، ورغبتها الشديدة بالنجاح والعودة لمستقبلها المهني، انعكسا على عملها وجهدها المبذول للانضمام لفرصة التدريب، وعن ذلك تقول: "لقد عملت بجد من أجل فرصة التدريب، حتى مع واجباتي المنزلية وساعات التدريب الطويلة ومتطلبات أبنائي. رغبت بشدة أن يتم قبولي في فرصة التدريب حتى أشعر بأنني إسراء الطالبة المجتهدة التي ما زالت على مقاعد الدراسة، نضجت بشكل كبير بعد ذلك، وتطورت كمبرمجة. تحسنت لغتي الانجليزية بشكل ملحوظ، وكذلك مهارتي التقنية."
تم قبول اسراء بفرصة التدريب مع عشرين متدرب آخر، وبمقدار حماسها إسراء الشديد لفرصة التدريب، إلا أنها كانت خائفة ومتوترة، لكونها لم تتعامل يوما مع عملاء وزملاء مهنيين، ولكن بمجرد أن بدأت التدريب، شعرت بإحساس بالانتماء وزيادة الثقة في نفسها كمبرمجة. حيث تقول: "كان فريق عمل غزة سكاي جكيس وانترستيشيا داعمين للغاية، قدموا لنا كل الدعم والمساعدة اللازمة على الصعيدين المهني والشخصي. لم تكن تجربة التدريب فقط تجربة تعليمية بالنسبة لي، لقد كانت رحلة داعمة لتطوري المهني والشخصي." .وأضافت إسراء:" شعرت خلال التدريب بأن إسراء جديدة قد ولدت! شعرت بأني شخصيتي تكونت من جديد"
حلم كان يبدو صعب المنال
تعمل إسراء الآن بدوام كامل مع مؤسسة "يالا" كمبرمجة. ونحن في غزة سكاي جيكس فخورون بأننا كنا جزءً داعمًا لرحلة إسراء التي تجسد خصائص أفراد مجتمعنا المخلصين والمجتهدين، والساعيين لتحقيق أهدافهم وأحلامهم.
تقول اسرأء: "أحيانا أظن أنني أحلم، في أقل من عام انضممت لأكاديمية البرمجة، والتحقت بالتدريب، وأنا الآن أعمل بدوام كامل في شركة عالمية. قبل عام فقط كان هذا السيناريو بعيدًا كل البعد عن توقعاتي."