ستة نصائح لتحتفظ بأموالك في ظل ارتفاع الأسعار؟

بقلم المحلل الاقتصادي: محمد نصار

في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي ألقت بظلالها على الأسواق المحلية والعالمية، حيث شهدت موجة تضخمية جديدة مع ارتفاع أسعار العديد من السلع على رأسها السلع الغذائية والطاقة والمعادن، وذلك بعد أزمة كوفيد 19 وما تبعها من مشكلات في الشحن وسلاسل الإمداد، ولأن العالم أصبح قرية صغيرة في ظل العولمة الاقتصادية فإن الكثير من المواطنين يسألون عن النصائح التي تساعدهم للخروج بأقل الخسائر من هذه الأزمة التي ستمتد لفترة من الزمن، وسط حالة من عدم اليقين بالمستقبل، وسنقوم في هذا المقال بالحديث عن بعض هذه النصائح التي ستساعدنا في إدارة أمورنا المالية بشكل صحيح في الأيام المقبلة.

النصيحة الأولى تتعلق بإعادة التفكير في التصرفات المالية اليومية مثل استخدام بالمواصلات، والطعام والشراب والملابس والترفيه، وقد جاء ضمن توصيات وكالة الطاقة الدولية لترشيد استهلاك الوقود ضرورة المشي واستخدام وسائل المواصلات العامة والدراجات الهوائية بدلاً من استخدام السيارة الشخصية، كما يجب أن يقوم كل شخص منا بترشيد استهلاكه من الطعام خصوصاً أننا على أبواب شهر رمضان المبارك، والذي تتضاعف مصروفتنا فيه على الطعام، وكذلك التقليل من تناول الطعام في المطاعم والجلوس في المقاهي وذلك للحفاظ على كل دولار نمتلكه.

أما النصيحة الثانية فهي عدم الانجراف وراء عروض التقسيط التي تملأ لوحات الإعلانات ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدفعك للشراء الاندفاعي أي القيام بعمليات شراء لسلع وخدمات بدون التخطيط لها، وغالباً لا تكون بحاجتها، حيث تشتري وتدفع قسط أو اثنين ولكنك لا تضمن في المستقبل استمرار دفعك للأقساط لأن هناك خطر يتعلق بعدم استمرار حصولك على راتبك كاملاً أو في موعده لأننا نعيش في ظل تعثر مالي لدى المؤسسات الحكومية ومعظم مؤسسات القطاع الخاص في الأراضي الفلسطينية.

النصيحة الثالثة تتعلق بالابتعاد عن شراء السلع الكمالية فالشخص العقلاني هو الذي يتصرف وفق مصلحته المالية، حتى لا يكون هناك ارتفاع في حجم الديون على الشخص، ربما يتسبب بتعثره وسجنه، وبالتالي عليك بالاحتفاظ بكل دولار في جيبك اليوم لأنك ربما لا تجده غداً.

والنصيحة الرابعة تتعلق بتأجيل المشروعات العائلية كالزواج والبناء، شراء سيارة، شراء عقار، سفر مخطط بهدف السياحة أو اجراء عملية جراحية غير ملحة أو حتى بداية مشروع جديد وذلك لفترة عام على الأقل لأن تبعات وآثار الأزمة الحالية تزداد يوماً بعد يوم، وربما تمتد لثلاث سنوات قادمة.

النصيحة الخامسة لا تتوقف عن البحث عن مصدر دخل إضافي من خلال الحفاظ على وظيفتك أو مهنتك، فلا تستقيل من عملك وتقول سأبدأ مشروعي الخاص لأن معظم من فعلوا ذلك فشلوا بالفعل ولكنك ربما تكون الاستثناء غير المضمون، لذا قم باستغلال الوقت المتبقي في يومك من أجل تطوير مهاراتك واستغلال خبراتك للحصول على دخل إضافي.

النصيحة السادسة ولحفظ مدخراتك من التضخم عليك بالاحتفاظ بمعظمها على شكل غير نقدي مثل الذهب، أو البضائع إذا كان عملك يرتبك بتخزين سلع أو مواد خام.

وفي النهاية أعتقد أنني قمت بصياغة هذه النصائح من أجل مساعدتك في التقليل من آثار الأزمة وحماية مدخراتك من التضخم، وليس شرطاً أن تكون من أصحاب المدخرات أو الأموال ولكن راتبك أو مصروفك اليومي هو مال يجب أن تحافظ عليه في ظل الأزمة، وهذه النصائح مجرد اجتهادات شخصية ولكنها مبنية على معلومات محددة قرأتها أو سمعتها من خلال منشورات وفيديوهات بعض الأصدقاء من الخبراء الماليين والاقتصاديين.